الحاسة السادسة
كرم القدم النسوية !!
رشان أوشي
كانت الحسناء الأمريكية “هوب سولو” تنحني برشاقة في محاولة لعقد “رباط” حذائها الرياضي ماركة أديداس، وعيون الجماهير في انتظار فراغ حارسة مرمى منتخب الولايات المتحدة الأمريكية من حذائها لتبدأ مباراة شيقة وممتعة، فلم تعد أندية كرم القدم حكراً على الرجال فقط، فقد اقتحمنها النسوة بقوة.
الفرق النسوية باتت تحظى برعاية خاصة من رجال الأعمال وأرباب المال المهتمين بالشأن الرياضي، فالرياضة لم تعد فقط نشاط بدني ذو جمهور كبير، بل أضحت “بزنس” يدر الأرباح على أصحابه، يدخلهم دائرة الأضواء ويمدد مساحات “الشو” الاجتماعي.
في ذات الوقت.. سودانيات طمحن للولوج لعالم كرة القدم، مثلهن مثل بقية “نسوان خلق الله”، وأسسن فريقاً نسوياً، وعملن بجد في التمارين، ربما كان على أيديهن وأقدامهن الفرج، لانتشال السودانيين من متلازمة الإحباط الكروي التي سيطرت على النفوس، بعد اضمحلال كرة القدم في السودان والفشل الذريع الذي يصاحبها كظلها، فقد خرجت فرق مهمة كانت ذات وزن يوم ما، من المسرح الرياضي وأعني هنا فريق الموردة.
ولكننا للأسف الشديد نعاني أيما معاناة مع الدوغمائيين وأصحاب العقول المتحجرة، ممن استطالت لحاهم وقصرت جماجمهم عن المرونة والاستيعاب، والنظر للأمور من كل الزوايا، فلم يلبثن فتيات فريق كرة القدم النسائي في الاستمتاع بلياقتهن البدنية وتقديم عرض رائع للجمهور، إلا وانبرى نائب برلماني كل مهمته تحت القبة هو سب وشتم النساء والإساءة لهن، انبرى ليرغي ويزبد ويجرم الرياضة النسوية، مستخدماً عبارات ذات إيحاءات جنسية تعشش فقط في عقله المتحجر، وأفسد على “البنيات” فرحتهن، وأفسد حياتنا نحن.
هؤلاء الشابات تعرضن لأبشع أنواع الإقصاء، بدا من مؤسسات الدولة الكروية التي لم تكتف فقط بإقصائهن، بل تاجر بهن الاتحاد العام لكرة القدم، حتى يحصل على دعم الفيفا، وبعدها غض الطرف عنهن، يجب أن يحظى الفريق النسوي بالدعم المادي والمعنوي، على الأقل من رجال الأعمال المهتمين بالشأن الرياضي.