رأي

عز الكلام

الفضاء يتسع للتميز
أم وضاح
حتى وقت قريب ما كان أحد يتوقع أن تنداح في فضاء الإعلام السوداني هذا العدد المقدر من الفضائيات السودانية والفضاء عندنا كان حصرياً على الفضائية السودانية التي شكلت وجدان معظم السودانيين منذ أن كان بثها بالأبيض والأسود، وظلت برامجها حد السمع والشوف جمالاً وروعة وهي تكتب بمداد العبقرية لتؤرخ لأسماء برعت وتميزت في الإعداد والإخراج والتقديم التلفزيوني والطبيعي، في مثل هذه الظروف أن يتصاعد (رتم) الأداء بالفضائية السودانية باعتبار أنها من سبق، لكن للأسف ما يحدث – الآن- من انغلاق وتراجع وتواضع هو عكس الطبيعي وعلى غير المفروض وطالما أن السماوات أصبحت مفتوحة ومتاحة بجواز اسمه الريموت كنترول فإن عنصر المنافسة يبقى هو الفيصل بين كل قناة وأخرى، والمنافسة في مجال الإبداع هي من أجمل وأفضل أنواع المنافسة، لأن المعطيات فيها تعتمد على الابتكار والتميز والحكم في النتيجة لا تحدده مجاملة ولا واسطة، بل هو حكم المتلقي متابعاً من مقعد المشاهدة أو السمع، لذلك ولأن التحدي الذي يواجهنا في حاضرنا وكل مستقبلنا هو تحدي الإعلام والخارج من حولنا يتطور، بل ويقفز على حواجز التطور قفزاً لابد لفضاءتنا أن تخرج من محدودية التكرار والملل والمحاكاة وأن تعي أن دورها ما عاد محلياً، وأن لسانها ما ينبغي أن يخاطب، موجهاً خطابه فقط للمشاهد السوداني، وخطابنا للآخر لا يقل أهمية إن لم يكن يزيد عن الخطاب الموجه في الداخل وحتى تتحقق هذه الأهداف التي في أولها جذب الآخر علينا أن نرتقي بمنتوجنا البرامجي إعداداً وطرحاً وفكرة وعمقاً يجعل من الإعلام هو السلاح الذي نخرج به من المعارك التي يقودها بعضهم علينا فائزين، ونجعل من الإعلام الدرع الذي يحمى صدورنا من خناجر القدر والخيانة والغيبة والإفك والبهتان، لذلك ظللت دائماً أقول أنني أسعد وأطرب حينما تدخل إلى حيز الفضاء فضائية سودانية نقد بكل المقاييس مكسباً وإضافة إلى عطاء البني آدم السوداني وعكساً لحراكه وثقافته وفنه وإبداعه، لكن تبقى الخطورة وين؟ الخطورة أن تستمر هذه الفضائيات تأكل من سنامها حتى تصحو ذات صباح ويكتشف القائمون على أمرها أنهم مفلسون وخزائن أفكارهم بلا جديد ولا مدهش ولا مبهر!! الخطورة أن ينخفض سقف الطموح عند القائمين على أمرها أن لا تشرئب أعناقهم بحثاً عن استوديوهات  رائعة و(لوكيشنات) عنوانها الاحترافية والجمال، الخطورة أن تسمح بعض الفضائيات لأنصاف المواهب وأرباعها بأن يطلوا عبر شاشتها لأنهم لا يطلبون أجر ولا ينتظرون حافزاً، والإطلالة في حد ذاتها تحقق لهم مكاسب لأجندة يعرفونها تماماً، الخطورة أن تقلد الأفكار بدرجة الكوبي بست لتكرر في ذات الميقات في ذات الحيز، والفرق فقط أن برنامج اسمه (أحمد) وفي فضائية أخرى هو (حاج أحمد).. (الدايره) أقوله إن الفضائيات السودانية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة أمام مشاهديها وهي المسؤولية بالكامل عن تلوين دواخلهم بالجمال والروعة أو تلويثها بصرياً وسمعياً بما يخدش حياء الجمال عندهم.
كلمة عزيزة
جاء في الأخبار أن الأستاذ “حسن فضل المولى” المدير العام للنيل الأزرق سيذهب به التكليف لإدارة الفضائية السودانية وهو حديث لازال محل نفي وإثبات، لكن في كل الأحوال لابد أن أقول إن هناك أيادي لا تستمتع إلا أن تقطف الأزهار فتمنع الناس عن شم عبيرها أو تحمل المعاول لتهدم ما ارتفع من بناء وإلا قولوا لي بالله عليكم ما لازمة أن يبتعد الجنرال عن كرسي النيل الأزرق والشاشة الزرقاء شهدت عهدها الذهبي على يديه وهو رجل وفاقي وناجح في فن الإدارة لدرجة جعلت النيل الأزرق هي قبلة الإبداع والمبدعين، (شنو) يعني يمشي الجنرال من النيل الأزرق ليجئ آخر ليبدأ مسلسل الهبوط لقناة تقف الآن على القمة مدافعة ومرسخة للهوية السودانية.. بالمناسبة الجنرال كالغيث حينما وقع تقع فاتركوه هطَّالاً في حوش الشاشة الزرقاء.
كلمة أعز
لم أتردد إطلاقاً في أن أساهم مشاركة ولو لدقيقة في مداخلة لبرنامج (100 دقيقة) وهو البرنامح الذي تعده المهذبة المجتهدة الأستاذة “مي عتملي” و(100 دقيقة) برنامج بطابع حواري رائع يتيح لضيوفه من الفنانين أن يقدموا مرافعة لمشوارهم الفني وجرد حساب حتى اللحظة التي يجلسون فيها أمام الرائعة “مودة حسن”، اعتقد أن البرنامج بفكرة متجددة أجمل ما فيه الأسئلة المباشرة والتلقائية والأريحية التي تشكل خطوطه العريضة. برافو “مي” وبرافو “مودة” وثنائية موفقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية