تقارير

* تراكم النفايات يهدد بكارثة بيئية وشيكة، بالمنطقة الصناعية الجديدة بأم درمان

معاناة عمرها اكثر من 17 عاماً، يحكيها العاملون
* الشارع الفاصل بين المنطقة الصناعية والمصانع يخزن المياه الراكدة لعدة شهور
الخرطوم ـ محمد جمال قندول
يعيش العاملون بالمنطقة الصناعية الجديدة أم درمان فواصل من المعاناة امتدت لسنين بسبب النفايات والمياه الراكدة، خاصة، الناتجة من  الشارع الرئيس الفاصل بين المنطقة وشارع المصانع، في كل مواسم الخريف دون تدخل من المسؤولين الذين تعاقبوا على أم درمان، من معتمدين ومدراء تنفيذيين للمحليات.
الحكاية بدأت بتلقي(المجهر) مكالمة هاتفية تفيد بكارثة بيئية وشيكة بالمنطقة الصناعية أم درمان، ولمن يريدون معاينة الصورة عن قرب والتمعن في واحدة من أسوأ المشاهد،  يمكنهم  مشاهدتها في صور الزميل المصور القدير” يحيى شالكا”.
(1)
وبحسب “هاشم عبد السلام “صاحب ورشة المقبول الهندسية ، الذي تحدث لــ(المجهر)فأن أصل المشكلة يكمن في الشارع الكبير الفاصل بين المنطقة الصناعية الجديدة والمصانع، وعرضه ((40 متراً،و ليست به أي فتحات، وهو منخفض لدرجة أن كل المياه التي تأتي من) أمبدات) والنواحي الغربية تصب فيه.
ويواصل حديثه بأنه طيلة الـ(17)  عاماً الماضية ظل هذا الشارع ، بهذا السوء يشكِّل عقبة وكارثة للمنطقة الصناعية بأكملها، وذلك لأنه يخزن المياه الراكدة لعدة شهور، بالإضافة إلى تراكم النفايات فيها، الأمر الذي تنتج عنه أمراض ومشاكل كثيرة ومتعددة.
ويضيف: الشارع لا يوجد به ميلان ومقفول من الناحية الشمالية والجنوبية ومن النواحي الغربية، وهي المناطق العالية التي تسبب المشاكل من خلال توافد المياه عبرها، والناحية الشرقية يوجد بها خور مغلق، ويضيف قائلاً: (المسؤولون شايفنو مقفل، والشغالين فيهو شايفنو مقفل شفت كيف!؟)، ويجيب “هاشم” ردًا على زيارة المسؤولين بقوله : زارونا طيلة السنوات الماضية، ولكن المشهد لم يتغيَّر وتلقينا منهم فقط الوعود لإصلاح الحال ولم يحدث شيء”.
ويرى محدثي أن الحلول تكمن فقط في حفر خور من الناحية الشمالية إلى الجنوبية بدراسة، ويكون بها ميلان حتى يلتقي بالخور الشرقي، خاصة، وأن المنطقة الصناعية أم درمان ليست كبيرة، اذ بها فقط (6) شوارع عرضية و(4) شوارع طولية، ويزيد”  : نعاني بشدة من النفايات المتراكمة مع المياه، حيث لا نستطيع الأكل ولا يستطيع أي زبون الدخول إلى هذه المنطقة والمشهد مقزز للغاية”.
ويواصل” هاشم “حديثه قائلاً: إن مشاكل المنطقة الصناعية كثيرة جداً فيما يخص إصحاح البيئة، وأن هيئة المياه جاءت لتحفر حفرة لمعالجة المياه، وبعد أن فرغت منها ظلت هذه المياه لمدة شهرين ونصف  الشهر ولم تُصرِّف، ويضيف : ( 7 ، 8 ) أشهر من السنة بتكون الموية في الشوارع ما بتنشف والشوارع (دي منخفضة ، زي ما شايف والموية البتجي من أمبدات والنواحي الغربية، بتجي شايلة معاها أوساخ ومخلفات  حيوانات وبشر)، وأضاف : سجل لنا معتمد أم درمان السابق اليسع زيارة وتجوَّل بالمنطقة والشوارع وتعشمنا فيه الخير وحل المشكلة بصورة نهائية ،ولكن فوجئنا أن زيارة المعتمد كانت ودية.
(2)
ومن جانبه قال” أبو طالب هارون”- أحد العمال بالمنطقة الصناعية – بحسرة  ):  نحن العمال متضايقين من المشكلة دي أكتر من أسياد الورش والمسؤولين والمواطنين، لأننا شغالين باليومية .وبسبب الشوارع المقفلة، والفيها الموية دي مرات كتيرة بنجي متأخرين، وفي زبائن بقولو ليك تعال لينا برا .ما بنجي داخلين، يعني الحاجة دي بقت صعبة شديد بالنسبة لينا. نمشي لمنو ولا نعمل شنو؟  نحن عمال اليومية شوف المنطقة فيها كم عامل؟  فاتحين كم بيت؟).
“إمام عبد الجليل حسن “-عامل -قال لـ(المجهر) : إن المنطقة الصناعية تمثل قيمة كبيرة للسودانيين من حيث دعم الاقتصاد، خاصة الشركات والمصانع الكبيرة المصنعة للآليات وتصليح وصيانات العربات، وأضاف : الشركات الزراعية جميعها تصين آلياتها هنا في المنطقة الصناعية، فمن المفترض أن يكون هنالك اهتمام كبير بهذه المنطقة من قبل المسؤولين ، حتى يتسنى لجميع العاملين وأصحاب الورش العمل في بيئة كريمة.
(3)
وتحوي المنطقة الصناعية العديد من الورش المهمة منها: ورش تصليح وصيانة السيارات ،وورش الأعمال الهندسية والورش الكهربائية،  وورش النجارين.
“أحمد حسين” صاحب ورشة نجارة،  أكد  لـ(المجهر)  امتعاضه الشديد من الوضع البيئي القائم، وأضاف :إن الظاهرة باتت تحتاج إلى تدخل المسؤولين،  وذلك لما تعكسه من مشهد غير لائق بالمنطقة الصناعية ، التي تعد واحدة من أهم المناطق الحيوية بالعاصمة الخرطوم.
وأضاف خلال حديثه بأنهم يعانون جراء الروائح النتنة التي تخرج من المياه الراكدة، بالإضافة إلى النفايات التي باتت متراكمة  بكل الشوارع، دون أدنى حراك من الجهات المعنية بالأمر.
أما “عبد الرحمن حسين” –عامل بورشة المقبول- فقد  قال لـ(المجهر) : إن المياه أثَّرت بصورة سالبة على أشغالنا وأعمالنا، وبات الكثيرون يعملون على  رصف واجهة ورشهم بأدوار من الرمل حتى يجدوا مساحة صغيرة يعملون بها، مشيراً إلى أنهم أبلغوا المسؤولين، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وأضاف: إن الكثير من العمال أصابهم المرض جراء هذه الوضع البيئي السيئ، وناشد “عبد الرحمن” المسؤولين بضرورة التدخل حتى لا يتفاقم الوضع بهذه المنطقة المهمة، بواقع ما تمثل من قيمة اقتصادية كبيرة، وأضاف : يجب معالجة النفايات التي تتراكم لشهور دون أن تجد عربة نفايات واحدة تأخذها، مشيراً إلى أن المنطقة تعاني الكثير من الظواهر السالبة، ولكن أبرزها المياه والنفايات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية