عز الكلام
البلد الغني وتعبان؟!!
أم وضاح
كل المؤشرات العلمية والاقتصادية والسياسية في العالم تشير إلى أن الثروة الإستراتيجية المستقبلية التي ستحسم صراع السلطة والثروة ستكون هي المياه، بل أن علماء وخبراء أسهبوا في هذا الاهتمام وتنبأوا أن قطرة الماء ستكون أغلى من برميل النفط، وذلك لأهمية هذه الثروة الطبيعية مما سيجعل الدول المحظوظة بامتلاكها محطاً للأطماع وللصراعات. ويبدو أننا حتى الآن لم نقدر حجم الثروة والنعمة التي نمتلكها وبلادنا يشقها نهر عظيم تتفرع منه أنهر باذخة العطاء جوادة إلى حد الترف، وفوق كل هذا وذاك ننعم بخريف معطاء والسماء تجود على أراضينا بلا من ولا أذى. هذه هي الصورة الجميلة والزاهية التي ترسمها الطبيعة وتمنحها لنا القدرة الإلهية بلا مقابل ولا ثمن، لكن على أرض الواقع نحول وبأيدينا للأسف هذه النعمة إلى نقمة والثروة إلى أزمة والمنحة إلى محنة، وإلا بالله عليكم قولوا لي ما هي الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها الحكومة بأجهزتها المعنية بالأمر للاستفادة من ثروة المياه (المبهولة) بكل الاتجاهات. والله تصيبني الحسرة وأنا أشاهد هذه الأيام المياه (المنتشرة) في الشواطئ و(القيوف) على مد البصر ولا زالت السماء تعد بالمزيد لتظل مجرد مناظر مأساوية تدعو للرثاء والحزن على مصير من طالهم غدر السيل أو رعونة الأجواء، فحتى متى نظل غير مقدرين ومستوعبين لحجم النعم والثروات التي نملكها؟؟ حتى متى نظل ندور في دائرة مفرغة بلا تخطيط بلا أولويات بلا خرط طريق وكل ما في بلادنا هذه (يبرق) فقط بانتظار من يمسح عنه التراب ويخرجه من العتمة إلى النور.
قولوا لي من يملك هذه المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة الخضراء، لكن رغم ذلك نستورد ما نأكل وما نلبس!! من يملك ذهباً وفضة وتبر تراب ومعادن ما أنزل الله بها من سلطان، ورغم ذلك تظل حبيسة الأرض دون أن يغشانا خيرها!! من يملك ما نملكه من ثروة سياحية وتنوع في المناخات والتضاريس ورغم ذلك تظل السياحة مجرد اسم لوزارة من غير دور ومن غير مردود!! من مثلنا يمتلك السواعد الفتية والأيادي القوية لكنها مكبلة ومقيدة ولم تجد من يطلق سراحها نحو العمل والإنتاج!!
أعتقد أننا محتاجون لمن يوقظنا من هذه الغيبوبة التي طال أمدها لننتبه أننا ظلمنا أنفسنا بهذا التهاون والتخاذل وعدم إدراك النعم!!
{ كلمة عزيزة
ولأن كل المناسبات السعيدة تحولت عند الشعب السوداني لمناسبات تجلب الهم والغم والحزن، وقبل شهر رمضان يركب البيوت هم (مضايرة) الشهر الكريم ليصومونه بأقل الخسائر المادية الممكنة، وما أن يقترب العيد حتى يبدأ (الترويج) لمسلسل (جاكم العيد) المرعب وتشيل البيوت هم الفرح لأن الفرح بقى بقروش فترتفع أسعار الملابس والحلويات والمخبوزات، وكل ما له علاقة بالمناسبة السعيدة. وها هو عيد الأضحى على الأبواب ومن هسي بدأت التوقعات والتكهنات لأسعار خراف الأضاحي المتوقعة أن تصل إلى مبالغ خرافية، وطبعاً كل هذا يتم تحت بصر وسمع المسؤولين دون تدخل أو حماية للمستهلك، والأعذار واضحة وجاهزة بأن سعر الدولار ارتفع، وما عارفه الدولار علاقته شنو بي خروف مربى في أبو جبيهة واللا خلا البطانة.. غايتو الله في!!
{ كلمة أعز
حضور صحفي خجول ومحدود شهد حفل افتتاح بث قناة (سودانية 24) ولا أدري هل الإخوة في الفضائية الوليدة يشعرون أنهم ليسوا بحاجة لخدمات الصحافة أم هم غير مؤمنين بالدور الذي يمكن أن تساهم به في الترويج لبرامج القناة.
في كل الأحوال أخي “الطاهر حسن التوم” لا داعي (للجفوة) مع الصحافة ونحن شركاء جميعنا في هم (حال البلد)، ورجال المال والأعمال والسياسة الذين حضروا الافتتاح ليسوا بأكثر أهمية من رجالات الصحافة وسيداتها!!