شهادتي لله

خطاب لسيدي الحسيب النسيب

{أكتب هذا الخطاب مباشرة بعد قراءتي لخبر نشره قبل أيام زميلي بصحيفة (المجهر) صحيفتنا التي نحبها حباً جماً.. بالصفحة الأولى الزميل “عادل عبده” من مصدر موثوق به أن السيد الحسيب النسيب “أبا هاشم”، سيعود إلى حضن الوطن بعد أيام بعد أن يؤدي العمرة.
{هنا أقولها لك سيدي فرحت بذلك الخبر فرح الأطفال بهدايا الأعياد وأصدقك القول إنني لم أرك عياناً بياناً إلا مرة واحدة وأنا طفل صغير ذهبت بصحبة جدي والد أمي لحضور احتفال ديني.. يومها، ملأتني الرهبة وأنا أنحني وأقبل يدك الطاهرة.
{هكذا تعلمنا من أهلنا مراسم تحية الكبار من أمثالك.. وجدي أنصاري حتى النخاع لكن علمت أن أواصر العلاقات بين الحزبين الكبيرين تقتضي في بعض الأحيان القيام بمثل تلك الزيارات.
{ سيدي فرحت بخبر العودة إلى حضن الوطن لأنك زعيم لملايين الختمية من أهلنا والمنطق والضرورة تقضي ببقائك في وطنك وهو الشيء الطبيعي جداً، وإن لم تكن في سدة الحكم لكنك أحد حكمائنا المعاصرين الذين يملكون ذخيرة من إرثنا الحضاري والعقدي، وهنا يصدق المثل السوداني المعروف “الما عندو كبير يشتري ليهو كبير”.
 {وأعلم أنك كنت في رحلة استشفاء تعافيت من علتك والحمد لله رب العالمين.. و(كفارة وسلامتك – سيدي – وألف عزيز كرامتك – كما قالها أستاذي الراحل الشاعر “محمد بشير عتيق”)، ودائماً ما تخطر ببالي وأنت في المدن البعيدة وأسأل نفسي “كيف حالك يا كبير في البلد الطيورها عجمية!! وكيف حالك حينما تأتيك أخبار موت عزيز تعرفه ولم تودعه أو تصلي عليه صلاة الجنازة، وينشد المريدون النشيد الختمي المعروف المليء بالدعاء للميت!!
{وكيف حالك حينما تسمع أخبار كبار الحزب يتشاجرون ويختلفون في أمور السياسة وتهمس لنفسك بعبارة “ليتني كنت بالخرطوم”.. وكيف تحاور الفرقاء الذين آثروا أن يعارضوا النظام القائم.
{ ترى هل تقول لهم (هذا عرض دنيا.. وكلنا لها ولا يبقى إلا الوطن” أم تراك تدندن بأنشودة المناضل الشاعر “مصطفى التني” (في الفؤاد ترعاهو العناية بين ضلوعي الوطن العزيز)، أم تراك تجتر الذكريات وأنت غض الإيهاب وشقيقك سيدي أحمد يرحمه الله وأنتما تشربان شاي المغرب باللقيمات مع سيدي علي، رضي الله عنه.
{ووقتها كان الكل من أهلنا الختمية يمتثلون لأمره وطاعته ويتحلقون في حلقات الذكر على امتداد مساحة الوطن المليون ميل.. طبعاً ما ضاع من الوطن تعلم علم اليقين بالسيناريو الذي أعده أعداؤه وكان ذلك اليوم الحزين في العام 2005م واتفاقية نيفاشا.
{أهلاً بعودتك سيدي في وقت نحن أحوج فيه إلى حكمتك ودرايتك وأنت الزعيم الديني والسياسي بالميلاد ورأب الصدح دعه أن يكون همك الأوحد.
{ أما الناشزون من إخوتنا بالمعارضة حاملو السلاح أو المعارضون في المواني والمدن البعيدة.. وطبعاً سيدي الكريم برغم كل شيء وبرغم ما آل إليه حال البلد من تدهور اقتصادي ومن فرقة وشتات أقول لك لن نيأس من رحمة الله ولن نفقد الثقة في بني السودان فهنالك العقلاء الذين يحملون جينات الأجداد الذين شهد لهم العالم، بأنهم أصل الحضارة الإنسانية ودونك الآثار التي تركوها في مقابرهم ووثقوا لها قبل سبعة آلاف سنة للتاريخ الميلادي.
{ بل دونك ما ضاقت بهم رحابة الوطن وآثروا الاغتراب.. ما شاء الله عليهم فهم العلماء والخبراء والرقي والتحضر ودوماً كانوا الجالية المتميزة بين شعوب الدنيا.. سيدي لا بد أن تكون صلتك بالكبير الثاني سيدي الإمام “الصادق المهدي”.. حدثه بخطابي هذا إن وصلك بعلم الوصول، لأني قصدت أن أكتبه لك ليقرأه عموم أهل السودان معكم والأمل معقود فيكم وفي العقلاء الذين يؤمنون بالشورى والحوار والموعظة الحسنة، وينبذون المتاجرة بمقدرات الوطن ويدينون الحرابة والقتال ومنطق البندقية ويتقون الله في أنفسهم والوطن.
وفي الختام أنا غنيت:-
نيلك أرضك زرعك
ناسك أصلك فرعك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
{وفي الختام سامحني سيدي الكريم على جرأتي ومخاطبتكم علناً وعوداً حميداً مستطاباً تنور دارك ووطنك.

التجانى حاج موسى

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية