رأي

عز الكلام

الحل شنو؟؟
أم وضاح
 
بدون مقدمات ولا سابق إنذار شهدت السلع ارتفاعاً جنونياً لم يستثنِّ ما يحتاجه المواطن يومياً لقوت عياله، والزيادة المفاجئة جاءت في وقت يعاني فيه الناس أشد المعاناة في ظروف اقتصادية بالغة السوء لتصبح لقمة العيش هي الهم الأول والأساسي الذي يقاتل البني آدم من أجل أن يوفره لصغاره، وهذا الوضع المحير والمحبط لا علاقة له بواقع المرتبات التي ما عادت تغني أو تسمن من جوع، وأصبحت بكل المقاييس (ما بتلفق) حتى لو أنها منحت لسامر ليطوعها ويجعلها في حكم الممكن والمتاح.
ودعوني أقول إن الكارثة الحقيقية ليست في الزيادات فقط ولكنها في الصمت الحكومي المريب، حيث لم نسمع أو نشاهد مسؤولاً ينبري ليدافع عن المواطن في مواجهة هذه الزيادات المخيفة، والمبرر لها أن الزيادة بسبب ارتفاع الدولار، هذا الارتفاع الذي يدفع ضريبته المواطن السوداني دون أن تكون له يد في الزيادة أو النقصان.. وهو ليس مشاركاً ولا صانعاً للقرارات الاقتصادية الظالمة التي يدفع ثمنها كل صباح، ومن ارتكبوها لم يرمش لهم جفن خجلاً أو كسوفاً من الانحدار الذي وصلنا إليه. والغريبة أن هذه الزيادات المؤثرة تأتي بعد شهور من خطاب وزير المالية أمام البرلمان وهو خطاب لم يشر فيه أو يلمح إلى زيادة في الأسعار، أو زيادة في المرتبات ليتضح أن المالية شغالة بطريقة الله كريم، وعشانا عليك يا رب. ورغم هذا الانهيار لا زال الأخ الوزير وطاقمه الاقتصادي يواصلون عملهم ومستمرين في تسيير وظائفهم كأنه ما حصل حاجة، ولكأن الشعب السوداني يرفل في النعيم ويتمرغ في الرخاء.
الدايرة أقوله إن أي بيت سوداني يعوله موظف يقبض راتباً نهاية الشهر هو الآن في دائرة الخطر يتهدده خطر (كشف الحال) وستر الحال، في هذا الوطن أصبح واحدة من المعجزات والمعارك التي يخوضها البني آدم السوداني صباح مساء، لكل ذلك لا بد أن تكون هناك حلول عاجلة وحل لهذا التدهور المريع الذي (هبش) الناس في أعز ما يملكون وهو شرف العيش بكرامة وانتوا قائلين إن هذه الزيادات سيتوقف أثرها على جوع البطون لا يا سادة الجوع سيطال القيم والأخلاق والآمال والطموح، منتظرين شنو من ناس تقوم وتقع عشان كيس عيش؟ وين حيلقوا زمن للابتكار وللإبداع واللا الاختراع، كيف حنتفرغ للبناء والتعمير وتحقيق الأحلام، في هذا الوضع الذي لا يرضي الله ولا رسوله والناس ضاقت!! الناس تعبانة!! الناس تتحمل فوق طاقتها ولا زالت الأحمال تتوالى وترتفع على أكتافها.
{ كلمة عزيزة
أمس قابلت وعن طريق الصدفة طفلاً سورياً عمره حوالي الثلاث عشر عاماً حضر إلى الخرطوم معه أسرته، حيث يعمل والده مديراً لإحدى صالات الأفراح، فسألته عن أحوال سوريا وما يحدث فيها فأجابني بمنتهى الألم والحسرة عن بلده الذي يتعرض للضياع ثم سألته عن إقامته في السودان وكيف وجد السودانيين، وهي الزيارة الأولى له للخرطوم، وكم أدهشتني اللمعة والبريق الذي شاهدته في عيونه عندما أجابني قائلاً يا سلام ناس السودان طيبين أشعرونا بالحفاوة والاحتفاء ولا نشعر بأننا في غربة أو أننا في غير وطننا، وهو ما لا يشعر به إخواننا السوريون الذين هاجروا لبلاد أخرى. وبصراحة ما قاله الشاب حقيقة تاريخية وحق لا بد أن يقال في حق الشعب السوداني المضياف الذي يتقاسم النبقة مع ضيوفه ولا يمارس التعالي والافتراء على من جاءوه مستجيرين يبحثون عن الأمن والأمان، لتتضاعف (أفضالنا) على الأمة العربية والتي ظل السودان نصيراً لكل قضاياها وحامياً لعرضها وشرفها.
{ كلمة أعز
لا أدري كيف فهم بعضهم أنني  قد وجهت نقداً للرائعة “مودة حسن” في زاويتي أول أمس التي تحدثت فيها عن مذيعة (نجوم الغد) التي لا تملك أدنى مبررات تقديم هكذا برنامج جماهيري، وقلت من باب المزاح (يا مودة تلحقينا وتنجدينا) لأشير إلى أنها الأجدر والأحق والأنسب لتقديم مثل هذا البرنامج، إن كان من ضرورة ألا يقدمه الأستاذ “بابكر صديق” وهو رجل قادر على أن يقدم برنامجه بشكل لافت. بالمناسبة تعجبني هذه الأيام “نجود حبيب” وأداؤها يشهد تطوراً لافتاً وأكدت جدارتها في مقعد الحوار ببرنامج مساء جديد برافو  “نجود” ومزيد من النجاح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية