حوارات

نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الفريق أول "يحيى محمد خير" في إفادات عن عيد الجيش

الذكرى الـ(62) لعيد الجيش تمر وقواتنا ماضية في الوفاء بالعهد الذي قطعته مع الله والوطن

توقيع المعارضة على خارطة الطريق سيكون بشارة خير لصفحة جديدة يتلاحم فيها الجميع
القوات المسلحة تتابع مجريات الحوار الوطني باهتمام وتأمل أن يفضي إلى توافق وطني

في مثل هذا اليوم من العام 1954 تسلّم الفريق “أحمد محمد حمد الجعلي” مهام القائد العام لقوة دفاع السودان من القائد الإنجليزي

جلست إليه- أمل أبو القاسم

هناك عند تلكم المنطقة المحرمة أو المحروسة التي تتمدد على شارع القيادة وفي واحدة من بناياتها المهيبة، حيث تنضح كل جنباتها بالهدوء ونظام دقيق كالساعة تمشي مجرياته كما عقاربها. كان لنا لقاء بأحد أركان هيئتها رجل بشوش كسر بعضاً من بروتكوله بأن وقف محيياً وباستقبال أنيق شدّ على يدنا وهو يحي من خلالنا صحيفة ” المجهر” التي يكنُّ لها ولقائدها الأستاذ “الهندي عز الدين” معزة خاصة أو كما قال، متمنياً وآملاً أن تصل رسالة الجيش من خلالها..  فنائب رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن ” يحيى محمد خير” رجل بقامة وطن، كيف لا وإنجازاته العسكرية تحفظها ملفات التاريخ العسكري وغيرها من ملفات مثقلة بجليل الأعمال في عدد من الأصعدة.. وبمناسبة عيد القوات المسلحة الـ(62) التي تختتم فعالياتها اليوم بقاعة الصداقة بتشريف من قائدها الأعلى المشير “عمر البشير” دار محور لقائنا به فضلاً عن بعض الموضوعات ذات الصلة على أمل اللقاء به لاحقاً في مساحة أرحب وحوار أشمل نضئ من خلاله بعض الجوانب فما يقومون به من أجل الشعب ليس بالأمر الهين وحتى نحقق من خلاله مقولة ( جيش واحد شعب واحد). فإلى الحوار عن عيد الجيش الذي وضع لبنة أول احتفالية به الفريق ” أحمد محمد حمد  الجعلي” عندما تسلم مهام القيادة من الإنجليزي ” إسكونز” وسودن بذلك هذا المنصب الرفيع.     

نقطة فارقة في تاريخ السودان

قال سعادة الفريق أول يحيى :(الاحتفال بهذا اليوم التاريخي الذي تسلّمت فيه القوات المسلحة زمام أمرها من القائد الإنجليزي يعد يوماً وطنيا،ً وعيداً قومياً تحتفل به في كل عام نسبة لما يمثله هذا الحدث من قيمة وطنية، وإنجاز تاريخي صنعه أبطال القوات المسلحة بدمائهم ومجاهداتهم.. وهو يوم تجدد فيه عهدها مع الله والوطن وتشحذ فيه عزمها ضد الخنوع والوهن ليظل خالداً حاضراً في ذاكرة الأمة.
وأشار إلى أن هذه الذكرى تمر والقوات المسلحة ماضية في الوفاء بالعهد الذي قطعته مع الله والوطن، وسيظل هذا اليوم الشامخ مخطوطاً بمداد من نور على سِفر تاريخ هذا البلد العظيم، موثقاً لفترة ناصعة من التضحيات والنضال مهرتها دماء الشرفاء من أبنائه.. التحية لهم في مثل هذا اليوم الخالد الذي شكّل نقطة فارقة في تاريخ السودان الحديث.. ففي مثل هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس من العام 1954م تسلم الفريق “أحمد محمد حمد الجعلي” مهام القائد العام لقوة دفاع السودان من القائد الإنجليزي ” إسكونز”  ليكون أول ضابط سوداني يشغل هذا المنصب الرفيع، وتنطلق بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل البناء الوطني اصطلح على تسميتها (بالسودنة)، التي بدأت بالقوات المسلحة لما توفر لها حينئذ من الرصيد المعرفي والخبرة الإدارية والقيادية، الأمر الذي مكّنها من أن تكتب اسمها في سجل التاريخ بمداد الجدارة والصمود والتضحيات حتى انتزعت احترام العالم. 
السلام هدف إستراتيجي
قلنا للفريق أول ركن ” محمد خير” إن عيد الجيش هذا العام يتزامن مع توقيع خارطة الطريق. فجاء تعليقه أن القوات المسلحة هي التي قاتلت وتقاتل من أجل تحقيق السلام، فالسلام هدف إستراتيجي للدولة والقوات المسلحة ظلت عبر تاريخها تنشد الأمن والاستقرار فالتوقيع نرجو أن يكون وسيكون بشارة خير لصفحة جديدة يتلاحم فيها الجميع لأجل القيم الوطنية السامية، والتوافق الوطني الذي يعزز تماسك الجبهة الداخلية.
تجيء الذكرى(62) في ظل مرحلة تاريخية مهمة في البلاد وهناك العديد من القضايا على طاولة الحوار الوطني ما هو تعليقكم؟
قال: القوات المسلحة ظلت تتابع بكل اهتمام مجريات الحوار الوطني بين مختلف المكونات السياسية بما في ذلك حَمَلة السلاح آملة أن يفضي إلى توافق وطني يعزز تماسك الجبهة الداخلية ليهيء مناخا نفسيا ومعنويا ملائما تعمل في ظله القوات المسلحة مستندة على توافق تام على قوميتها ولتنطلق نحو واجبها المقدس في تحقيق الأمن الوطني واستدامته والمحافظة عليه.
وفيما يعني بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة خلال مسيرتها الطويلة قال سعادة الفريق: قطعاً هناك تطور كبير في مسيرة القوات المسلحة منذ تاريخها الطويل، فالتطور ملازم لكل مراحلها جيلاً بعد جيل، ومما لا شك فيه أن هناك مضياً نحو التقدم بخطى ثابتة فكل فترة وراءها قادة أماجد وضعوا لبناتهم في هذا الصرح العملاق والمؤسسة العريقة.
وأضاف: الآن القوات المسلحة تشهد تطوراً في المعدات والفرد وبيئة العمل، وبفضل الله لدينا خطط طموحة أنجزت على مستوى الفرد من حيث المعاش والسكن للفرد العسكري سواء كان السكن الوظيفي أو غيره إضافة إلى مشاريع الدعم السلعي والتمويل الأصغر. هذا من جهة أما من ناحية المعدات والتصنيع – نحمد الله – فالقوات المسلحة تشهد استقراراً كبيراً في هذا الإطار ومنذ زمن طويل.
ميداليات على مستوى العالم
معروف أن الجيش يتمتع بقدرات وإبداعات عسكرية تتجلى في عدد من الفعاليات طلبنا من نائب رئيس هيئة الأركان إلقاء الضوء على هذا الجانب. فرد : الفرد العسكري مبدع بطبيعته وفي هكذا مناسبات (عيد الجيش)  تبرز الكثير من المواهب العسكرية سيما في مجال الشعر والجلالات والمارشات والقصة القصيرة، وكل ضروب الفن. مبيناً أن  الفرد العسكري مبدع خلاق، والمكتبة السودانية مليئة بالمؤلفات والإبداعات العسكرية التي تحكي عن هذا الواقع والتاريخ الزاخر..وفي المجال الرياضي تحديداً  الآن الرياضة العسكرية والفرد العسكري يقود الأنشطة الرياضية على المستوى القومي وهو متفوق ومبدع في صورها كافة.  يشارك ويحرز الميداليات على مستوى العالم.
 أما عن الخدمات الاجتماعية الأخرى فقال: هناك عمل ضخم على مستوى المدارس ورياض الأطفال حيث تقدِّم القوات المسلحة خدمة ممتازة لأبناء العسكريين في مجال التعليم، إضافة إلى العمل الثقافي والدعوي في القشلاقات العسكرية، وهناك تطور وعمل مستمر في هذه المجالات.
وفي هذا الإطار ــ الحديث للفريق ” يحيى محمد خير”  لابد من الإشارة إلى التطور الكبير الذي تشهده جامعة (كرري) باعتبارها منارة للتعليم العالي تخدم الشعب عامة وأبناء العسكريين بصورة خاصة.
تواصل الأجيال

برنامج احتفالات العيد الـ (62) تصحبه زيارات لعدد من القادة السابقين، ماذا عن هذا الجانب؟
 قال: حقيقة نحن هذه الأيام نقوم بعمل مهم جداً وهو زيارات القادة السابقين من الدفعات الأولى، ويقف السيد وزير الدفاع بنفسه على هذا العمل مع رئيس الأركان المشتركة وكل الإخوة لأجل خلق تواصل الأجيال، وإعطاء الوفاء لأهل العطاء تمجيداً لدورهم المتعاظم وتفانيهم في خدمة القوات المسلحة والوطن. ومن هذا المنطلق أحي كل القادة السابقين الذين قدموا وأفنوا زهرة شبابهم وعرقهم خدمة لهذا الوطن.
جهود استثنائية

تركنا للسيد نائب رئيس هيئة الأركان سعادة الفريق أول ” يحيى محمد خير” مساحة ليوصل عبرها رسالته كما توسم في ” المجهر” فقال فيها:
 التحية في هذا اليوم العظيم لأولئك النفر من الرعيل الأول الذين أرسوا قواعد هذا الصرح العظيم الذي وعي خصوصية المجتمع السوداني بنموذجه المتفرد في العالم، الذي يتطلب بذل الجهود والتضحيات الاستثنائية لدرء الأخطار المحدقة بالوطن، فشرعوا في بناء وترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والإنسانية في صفوف العسكريين، التي كونت جملة من الفضائل أصلها الانضباط والشجاعة والتضحية والنزاهة، والتواضع، والصدق، والولاء المطلق للمؤسسة والوطن ونبذ التفرقة والإيمان بالله والسودان وطناً لجميع أبنائه.
التحية لأولئك الأبطال الذين كتبوا تاريخ هذه الأمة بدمائهم الطاهرة الزكية ومضوا لله صادقين، والتحية للأحياء المنتظرين، التحية لكل قادتنا الذين علمونا معنى الولاء وصدق الانتماء.. لقد كانوا عظماء في عظمة هذا الوطن الذي كنا نراه دائماً في هاماتهم وفي حدقات عيونهم، قدموا له ربيع أعمارهم وأفنوا زهرة شبابهم.

الصيف الحاسم
التحية للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير “عمر حسن أحمد البشير” رمز العزة والكرامة الوطنية، وللسيد وزير الدفاع الفريق أول ركن “عوض محمد أحمد بن عوف” لتفانيه في العمل المتواصل لتطوير القوات المسلحة.
التحية لشعبنا الأبي صانع الأمجاد الذي ما زال يرفد القوات المسلحة بأبنائه الأخيار المخلصين ويقدم الدروس والعبر بوقوفه سنداً ظهيراً للقوات المسلحة في كل الملاحم الوطنية التي خاضتها والتي كان آخرها عمليات ( الصيف الحاسم) التي عززت الأمن بولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية