مسألة مستعجلة
سلوك حضاري ودبلوماسية الشعر!
نجل الدين ادم
هنيئاً للشاعرة “روضة الحاج” ولقبيلة الشعراء على امتداد الوطن العربي ولأهل السودان ثقة مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة صاحب السمو الملكي الأمير “خالد الفيصل” وهي تنوب عنه في تسليم جوائز مهرجان سوق عكاز لهذا العام بالمملكة العربية السعودية، لم يأتِ هذا الاختيار عن فراغ، بل جاء من واقع التأثير والانتشار الذي حظيت به شاعرتنا الأستاذة “روضة الحاج” صاحبة الثلاث قبعات أولها نائبة برلمانية وثانيها إعلامية وثالثتها شاعرة لا يشق لها غبار، فقد شكلت “روضة” حضوراً خارجياً في العديد من المنافسات وكان لها سبق التفوق وترويجها ببردة سوق عكاز، “روضة” ظلت تمثل سفيراً للسودان في العديد من هذه المحافل بحضورها الطاغي والزاهي وتفوقها الباهر، مزيداً من التفوق “روضة”، وإلى الأمام.
مسألة ثانية.. جال في خاطري سؤال ملح.. هو لماذا لا تستفيد الحكومة من قيادات الخدمة المدنية والعسكرية المميزين بعد أن أحيلوا للمعاش، والاستفادة منهم كخبراء كل في مجاله، فقد لمعت خلال السنوات السابقة أسماء وضعت بصمتها في دور العمل العام، سألت نفسي: أين السيد “جرقندي النعيم” خبير الحكم المحلي، وأين الفريق “عمر الحضيري” والفريق “سيد الحسين عثمان”، الفريق “الطيب عبد الرحمن” و”الطيب أبو قناية” وغيرهم من الأسماء، والفريق أول “محمد عبد القادر” رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، آمل أن يستفاد من هؤلاء لأنهم باتوا لا يشكلون حضورا حتى في الندوات العامة والسمنارات المتخصصة.
مسألة ثالثة.. رغم انتقادنا الشديد والمتكرر للمحليات على الحالة (المنيلة) كما يقول المصريون للشارع العام بسبب تراكم الأوساخ وانتشارها بصورة كبيرة في الأحياء دون أن تطولها عمليات النظافة، إلا أنه ينبغي أن نقر بأن جزءاً من هذا التدهور البيئي بيد المواطن نفسه، السلوك غير الحضاري كثيراً ما ينعكس في كل ما نشهد قبيحاً اليوم، الأحياء الراقية باتت الآن هي الأكثر تدهوراً من ناحية البيئة لسبب بسيط أن كل منهم يكتفي بأن يحدث نفسه ويقول أنا (مالي) وهو يرمي بجوالات نفايات مليئة أسفل عمارته وبالقرب من منزل جاره، رغم قدرته المالية على تلافي البعض من هذه الحالة كنقل النفايات إلى أقرب نقطة تجميع طالما أن المحلية في حالة نوم عميق، لكنهم لا يفعلون فيزيدون من معدلات التدهور البيئي وهم يعلمون.
في سابق السنوات كان المواطن يشكل الجزء الأكبر من آلية معالجات النفايات فكانت الخرطوم نظيفة لا تخشها جبال النفايات المتلتلة اليوم، أشكال تقليدية في نقل النفايات إلى النقاط الرئيسية حيث تخصصت بعض النسوة في هذه المهنة مقابل عائد مادي مجزٍ يدفعه المواطن لقاء خدمة حمل نفاياته إلى حيث أماكن تجمع النفايات، كان هذا قبل أن تدخل عربات النفايات إلى الأحياء، اليوم دخلت بالفعل ولكننا بتنا على حال أسوأ لدرجة أننا نتمنى أن تعود بنا الأيام وتلك الطرق التقليدية.
أتمنى أن نساعد أنفسنا بانتهاج السلوك الحضاري حينها سيصبح الوضع أقل وطأة مما هو عليه اليوم.
والله المستعان