عابر سبيل
أفريقيا والحوار الوطني
ابراهيم دقش
لابد من الاعتراف أن الحوار الوطني الذي ابتدر في 10/10/2015م سجل حضوراً أفريقيا ووجد تجاوباً من الأفارقة منقطع النظير، باعتباره قد شكل بؤرة احتواء للنزاعات والمشاكل التي تنتهش أفريقيا قبلية أكانت أم أثنية أم جهوية.. والدليل خطاب الأمين العام للحوار الوطني بروفيسور “هاشم علي سالم” أمام الجمعية العمومية للحوار الوطني يوم السبت الماضي 6 أغسطس 2016م الذي احتوى على معلومات وأرقام لا علاقة لها بالسياسة أو الحكومة، بقدر ما هي مهنية وراصدة، وذات مصداقية.. ولا أقول بذلك انحيازاً لكوني أنتمي للأمانة العامة للحوار الوطني، بل ومقرر أخطر لجنة فيه من لجانه الست، لجنة الحقوق والحريات الأساسية، وإنما لعلمي بأن ما نطق به ليس من “تأليفه” هو بل حصاد اجتماعات شاركنا فيها جميعاً، أعضاء الأمانة العامة.. وقد حرصنا على الأرقام والنسب المئوية حتى لا يكون الحديث “عائماً” أو “هائماً”..
ولربما توقف الناس عند معلومة مثيرة للغاية نطق بها الأمين العام بأن أفريقيا عدّت الحوار الوطني السوداني أنموذجاً يحتذى في القارة الأفريقية.. وهنا أتوقف عند وفد الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء التي حضر وفد منها برئاسة عضو من مجلس الشخصيات الأفريقية المرموقة، وانخرطوا في لجان مؤتمر الحوار الوطني الست، وخرجوا منها ليقدموا تقريراً أمام القمة الأفريقية في أديس أبابا في يناير 2016 قالوا فيه أن تجربة الحوار الوطني في السودان كفيلة بالتعميم في القارة الأفريقية ووعدوا بنقلها بحذافيرها “لمعلومية” القارة..
ذلك وحده في تقديري أكبر انتصار للحوار الوطني استثماره واجب، لكننا في بلاد السودان لا نحسن تسويق أنفسنا.. وربما “نخجل”.. لابد أن نتغير!!