رأي

مسألة مستعجلة

مؤشرات خروج “لام أكول”!!
نجل الدين ادم
ما تزال تداعيات الأوضاع في دولة جنوب السودان تترى، ووزير الزراعة في جوبا، السياسي المعروف دكتور “لام أكول أجواين” يعلن استقالته من الحكومة، ويقول إن اتفاقية السلام هناك قد ماتت! وحديث الرجل ليس كحديث أي سياسي جنوبي آخر، فهو يتمتع بالذكاء وبُعد النظر وله حنكة سياسية عرفها الشمال وهو يوقع من قبل، بعد انسلاخه من رئيس الحركة الشعبية الراحل دكتور “جون قرنق”، على اتفاقية (فشودة) للسلام الملحقة باتفاقية الخرطوم للسلام التي جاء بموجبها دكتور “رياك مشار” إلى الخرطوم.
أول من أحس بتراجع الحركة الشعبية عن مبادئها الأساسية وحدوث اختلال في موازينها من أعضائها، كان دكتور “لام أكول”، لذلك اتجه إلى تكوين حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي بعد أن اصطدم ببعض المواقف بعد رحيل دكتور “جون قرنق”.
خروج الرجل من الحكومة ينبغي أن تقف عنده حكومة الرئيس “سلفا كير” لأنه يعطي إشارة سياسية واضحة للنخب الجنوبية بأن ما جاء به “سلفا كير” من سلام انتهى بالفعل ومات، وهذه النخب تعرف دكتور “لام”، لذلك فإنها تقف لا محالة عند هذا الموقف.
قبل ثلاثة أيام كتبت في هذه المساحة عن دواعي زيارة النائب الأول لرئيس دولة جنوب الجديد السيد “تعبان دينق” المرتقبة إلى الخرطوم، ونصحت بأنه ليس من مصلحة للحكومة في أن تستقبل الرجل لأن الخطوة تعطي انطباعات سالبة، وقد تجعل الدكتور “رياك مشار” يعيد النظر في العلاقة المستقبلية مع الحكومة.
لا أزال عند موقفي بأن موقف حكومتنا ينبغي أن يكون محايداً، تعمل على تهدئة الأوضاع من خلال التنسيق مع الطرفين، لم يخيب وزير الدولة بالخارجية د. “عبيد الله محمد عبيد الله” ظني رغم أنه تحدث بدبلوماسية وطريقة غير مباشرة عن التحفظ على زيارة “تعبان دينق” في الوقت الحالي، وإشارته إلى أن تعيين “تعبان” في حد ذاته خرق لاتفاق الفرقاء الجنوبيين الذي كانت الخرطوم شاهداً عليه في أديس أبابا، وأنه ليس من مصلحة الرجل أن يزور الخرطوم في هذا التوقيت.
 كلام السيد الوزير يفترض أن يكون واضحاً للسيد “تعبان” بأن الحكومة لا رغبة لها في استقباله من واقع أنه لا يمت بصلة لحكومة الوحدة التي جاء بها اتفاق أديس أبابا، وليس هناك حرج في أن تنقل الحكومة وجهة نظرها من الزيارة دونما تردد.. أعود وأؤكد أن “تعبان دينق” غير مؤهل بالمرة لتمثيل دولة جنوب السودان خلال زيارته المرتقبة للخرطوم، علينا أن نرسلها واضحة.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية