عابر سبيل
ملك الطيور يعود!
ابراهيم دفش
تابعت برنامجاً في قناة (أنغام سودانية) اسمه (أغاني في الذاكرة) تقدمه شابة لا علاقة لها فيما يبدو بالذاكرة ولا التذكرة.. فهي متخصصة في “رص” كلمات كتبوها لها تقرأها
(عمياني) رغم أنها ناقصة ومحتاجة إلى إضافات فنية وتاريخية.
فليلة (السبت) الماضي قدمت حلقة تصدرها الفنان الكبير “عبد العزيز محمد داوود” صدح فيها بأغنية (هل أنت معي؟)، وفوجئت على الشاشة بأن مؤلفها “حسين بازرعة” وهو أمر غير صحيح، فتلك أغنية كتبها واحد من الشعراء العرب اسمه “محمد علي أحمد” فيما أذكر.. ويبدو أن “الجماعة ” خلطوا بين تلك الأغنية التي مطلعها: همسات من ضمير الغيب تشجي مسمعي.. وبين أغنية “بازرعة” (صبابة) التي يغنيها “أبو داوود” ومطلعها:
(عجباً يقول الناس إنك هاجري
وأنا الذي ذوبت فيك مشاعري
يا قطعة من أضلعي وخواطري
سبحت باسمك والشجون سوامري)
وأغنية (هل أنت معي) تستوي مع أغنية اليمني “علي أحمد باكثير” التي يشدو بها الراحل “عبد الدافع عثمان” (البحيرة)، وقد سعدت حقيقة بشابين هما “محمد فيصل الجزار” وثنائيته “أمير” صدحا بأغنية (ملك الطيور) لـ”عبد الرحمن الريح” بمداخل موسيقية وتوزيعية فريدة، وهي الأغنية التي عرفت باسم (الطاووس) وشدا بها الفنان الشاب الراحل “عمر أحمد” (من نواحي رفاعة) ثم “أحمد الجابري”، وقد توفق الشابان الفريدان في الأداء والَلحن لأغنية “تاريخية” أجزم بأنهما أعاداها إلى المسرح الغنائي بقوة.
وبإمكاني القول إن (الطاووس) كأغنية رائعة عادت أدراجها من المهاجر والمقابر والنسيان إلة الحياة..
واسمعوا ذلك الثنائي “الجزار” و”أمير”.. وسيصيبكم طرب “لا معقول”!