رأي

عز الكلام

حتى العقارب!!
أم وضاح
 
في خبر لا يخلو من الغرابة أفصحت قبل فترة سلطات جمارك الخرطوم عن تفاصيل ضبط (200) كيلوجرام من العقارب في طريقها إلى الصين، وتم تداول الخبر بشيء من السخرية ما بين الفعل ورد الفعل، عن جدوى وأهمية تصدير العقارب بالنسبة لصاحبها، وما يمكن أن تسببه كما قيل من انتهاك لخصوصية الحياة البرية. ومضى الخبر كما تمضي كثير من الأخبار التي تجد زخماً من الاهتمام والمتابعة والتعليق في حينها ثم ننساها بعد ذلك، إلى أن (نكت) الزملاء في صحيفة السوداني صاحب العقارب المصدرة، وللغرابة اتضح أنها سيدة اسمها “كوثر السماني” دخلت إلى هذا العالم المخيف والعجيب بحثاً عن الرزق الحلال بعد أن اكتشفت أهمية هذا النوع من (البزنس) خاصة، وكما قالت، إن سكان جنوب الصين يعدّون العقارب وجبتهم الرئيسية، إلى جانب الاستفادة من سمومها، وحكت كيف أنها أسست شركة لتصدير العقارب رغم خطورة الفعل الذي، وكما وصفته، يتم مساء في الولاية الشمالية وأبناء هذه المنطقة يعلمون تماماً خطورة العقارب هناك، خاصة الرملي منها، التي تذهب بصاحبها إلى (ود اللحد) بسرعة إن تمكنت منه. وقالت السيدة “كوثر” إنها بالفعل قامت من قبل بالتصدير لأربع مرات بشكل رسمي. وفي سؤال الصحيفة لها عن السبب الذي جعلها لا تقوم هذه المرة باستيفاء الأوراق الرسمية، قالت إن تعديلاً  كبيراً قد طرأ على الرسوم حيث إن شهادة الملكية كانت تستخرج بخمسة جنيهات فقط، لكنها الآن وصلت إلى ألف دولار للكيلو الواحد، وقالت إنه حتى لو كان العائد المادي مجزياً فإنه غير منطقي أن يصل إلى الألف دولار.
وخلوني أقول إنه من حق هذه السيدة وفي ظل هذا الجشع والطمع أن تبحث عن بدائل للطرق الرسمية التي كانت تتبعها، لأنه ما معقول تقعد في الخلاء ليلاً وتعرض نفسها لخطر لدغات العقارب ثم تحملها إلى المزرعة وتقوم بكل ذلك، ويأتي أحدهم على الجاهز ويأخذ ألف دولار على الكيلو، حتى لو كان الواحد ده هو الحكومة التي أصبحت حكومة جبايات ليس إلا تعيش على تعب الناس وكدهم حتى لو كان هذا التعب سيرمي بهم في التهلكة، ومش يصدروا عقارب يصدروا الجن الأحمر لو لقوا ليه طريقة!!
والسؤال المنطقي في هذه الحالة مقابل شنو تأخذ الحياة البرية هذا المبلغ على العقارب، حتى لو كانت ذات فائدة للغير فهي عندنا كارثة أزهقت أرواحاً كثيرة لأن المصل المضاد لها لا توفره الحكومة؟ فهل ترافق أتيام منهم هذه السيدة ومن معها في رحلة الخطر التي تمارسها كل مساء؟؟ هل هناك تأمين عليها، مثلاً في حالة تعرضت للدغ بتعالجوها؟؟ بتسألوا فيها؟؟ أمانة في ذمتكم ما خجلانين، ألف دولار، وأنتم تجلسون في مكاتبكم وسيدة تلم في العقارب لتوفر لنفسها وأسرتها الرزق الحلال؟!
أعتقد أن أسلوب الجبايات الذي تمارسه الحكومة في مؤسساتها فات الحد وطفش الناس عن ممارسة مهن كثيرة لا تحصى ولا تعد، وكأن هذه الحكومة تحرض الناس إما على العطالة أو على السرقة، لأن المهن الأخرى مكبلة بالإتاوات والرسوم من غير منطق أو عقلانية.
بالمناسبة إذا كان سكان جنوب الصين مغرمين بأكل العقارب ما عارفين ليكم بلد يحب سكانها أكل التماسيح نصدر ليهم التماسيح العندنا ديل.. تماسيح النيل يا أخوانا وما عندي أي فهم تاني!!
{ كلمة عزيزة
قبل أيام طالب أحد مواطني ولاية الجزيرة الوالي “أيلا” بضرورة قطع إجازته التي يقضيها في القاهرة والعودة لولايته لمتابعة تطورات الخريف، خاصة وأن المواطن حمل الوالي مسؤولية غرق بعض أحياء ود مدني بسبب (الانترلوك) في شوارعها، وبصراحة أمر محير وغريب أن يذهب مسؤول في إجازة ما في وقت غير مناسب واستثنائي وطارئ ولا يتحمل مسؤولياته، خاصة إن كان هو سبباً في تداعياتها أو جزءاً أصيلاً منها، وقبله سبقه معتمد كرري في زيارة إلى تركيا ومواطني محليته ما زالوا تحت تأثير الخريف الماضي الذي لم تتدارك الولاية أو المحلية تبعاته.. الموضوع يا سيدي الرئيس عايز وقفة ومعالجة سريعة وخلي الناس دي تفتح عيونها قدر الريال أبعشرة.
{ كلمة أعز
مسؤولين من الخير.. وين الوزير المعارض السابق “حسن إسماعيل” ووزير الحكم المحلي بولاية الخرطوم حالياً والرجل كان معارضاً شرساً وعد بأن يكون كذلك داخل حكومة الولاية، لكن يبدو أننا فقدنا معارضاً ولم نكسب وزيراً!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية