رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

دول حوض النيل الشرقي
رقية أبو شوك
 
حضور أنيق من دول حوض النيل الشرقي (السودان، إثيوبيا، مصر وجنوب السودان) للمشاركة في الدورة التدريبية المقامة للصحفيين والإعلاميين بدول حوض النيل الشرقي، التي ينظمها معهد إدارة المياه السويدي بالتعاون مع المعهد العالمي لإدارة المياه بأديس أبابا تحت شعار (الفرص والتحديات).
السودان شارك في هذه الدورة بوفد صحفي وإعلامي بالإضافة إلى المشاركة الرسمية من وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، حيث مثلها وزير الري الأسبق رئيس الجهاز الفني للموارد المائية ورئيس الجانب السوداني بالهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل بروفيسور “سيف الدين حمد عبد الله”.
تناولت الدورة قضايا التعاون والتنمية ومشروع سد النهضة بدول حوض النيل الشرقي، وركزت على ضرورة التعاون بين دول الحوض.
نعم التعاون مهم للغاية بين هذه الدول التي يربطها أطول نهر في العالم.. التعاون يجب أن يصب في التنمية والخروج من دائرة الفقر لأننا ما زلنا نعاني الفقر رغم النهر الطويل والموارد الطبيعية الممتازة التي تمتد على جانبيه.. فالموارد الطبيعية الممتازة هذه كان يجب أن يستفاد منها زراعياً وبالتالي التنمية الاقتصادية مع الوضع في الاعتبار أن نهر النيل يمكن أن يكون سبباً مباشراً في توفير الغذاء لكل دول العالم، وذلك إذا تم الاتفاق فيما بين الدول التي يجرى عبرها النيل.. فالماء هو عصب الحياة وقد خلق الله منه كل شيء حي.. فكل حياة أساسها المياه (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).
إذن على دول حوض النيل فتح صفحة جديدة بعيداً عن الخلافات، وأن يكون ديدننا التعاون ووضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى للاستفادة من المياه لإخراج الشعوب من دائرة الفقر، فالدول التي حولنا ترى أن مياه النيل يجب أن تكون فرصة لتعزيز التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى تنمية الموارد المائية المشتركة وتسخير كل الإقليم للزراعة والعمل الجماعي بين دول الحوض، بالإضافة إلى التعاون فيما بينها لحشد جهود الاستثمار في المجال الزراعي.. فالزراعة هنا تعدّ من أكثر القطاعات حيوية طالما المياه متوفرة ومنسابة عبر نهر هو أطول نهر في العالم، وهو نيل الحياة كما تغنى بذلك الفنانون عندما وصفوه بنيل الحياة (اجري يا نيل الحياة).
نعم هو نيل الحياة، ومن أجل الحياة علينا بالتعاون وأن نذكر نحن كصحفيين وإعلاميين دولنا بأهمية التعاون والتنمية.. فالتنمية تأتي بعد التعاون.. وبعد أن نتفق ونتعاون نضع خططاً للتنمية.. والتنمية ليس بالضرورة أن تكون في المجال الزراعي، بل يجب أن تكون في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء عن طريق التوليد المائي أيضاً.. ندعو عبر هذه المساحة إلى ضرورة الاستثمار الأجنبي في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء خاصة بعد التمدد السكاني الذي تشهده دول الحوض.. فالتمدد السكاني يجب أن يلازمه تطور في مجال الطاقة والكهرباء حتى نوفر للسكان استقراراً كهربائياً، وأن ندخل المناطق التي تعاني الظلام إلى دائرة الضوء، ومن ثم الاستفادة من الطاقة في الزراعة والصناعة لتحقيق التنمية المستدامة.. ومن هنا نؤكد أهمية التعاون بين دول الحوض والتشاور لوضع الأولويات.
عندما أطلق الرئيس “عمر البشير” مبادرة الأمن الغذائي، كل الدول وقفت معه وخلف هذه المبادرة، لأن السودان مؤهل لقيادة هذه المبادرة وذلك لأنه يتمتع بإمكانيات زراعية هائلة، فقط هي بحاجة إلى التعاون وتوجيه كل العمل الاستثماري للسودان.. بمعنى أن يكون هنالك توجيه من الدول العربية لشركاتها ورجال أعمالها للتوجه للاستثمار الزراعي الجاد بالسودان، وحينها ستجد هذه الجهات كل ما تريده، حتى تعم الفائدة، ويكون سلاحنا الغذاء نشهره في وجه كل من يحاول (لي ضراعنا) بمقاطعتنا غذائياً، فنقاطعه نحن ونقول له (ما عندنا يكفينا ويزيد.. يكفينا مئات السنين).
شكراً لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء التي أتاحت لنا فرصة المشاركة في هذه الدورة، التي هي من الأهمية بمكان كونها تتحدث عن منشط نحسب أنه من المناشط الحيوية المهمة وهو الماء.. شكراً لمعهد المياه السويدي والمعهد العالمي لإدارة المياه.. وشكراً لإثيوبيا الدولة التي استقبلتنا بكل أريحية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية