ربع مقال
صدق المؤمن..!!
خالد حسن لقمان
أتى شابان إلى مجلس الخليفة “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفاه أمامه، قال “عمر”: ما هذا.. قالا: يا أمير المؤمنين هذا قتل أبانا.. قال: أقتلت أباهما؟.. قال: نعم قتلته.. قال: كيف قتلتَه؟.. قال: دخل بجمله في أرضي فزجرته فلم ينزجر.. فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات.
فحكم عليه عمر بالقصاص.. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين أتركني ثلاث ليالي لأخبر أهلي.. قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس؟!.. فقام “أبو ذر الغفاري” وقال: أنا أكفله.. قال “عمر”: أتعرفه؟.. قال: لا أعرفه.. فقال “ابن الخطاب”: يا “أبا ذرّ”، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك؟.. قال “أبوذر”: الله المستعان يا أمير المؤمنين.. فذهب الرجل وانتظر الناس الموعد وقبيل الغروب الأخير بلحظات جاء..
فقال له “عمر”: لو لم تأتِ ما وجدناك.. لِمَ جئت؟.. قال الرجل: خشيت أن يقال ذهب الوفاء.
فسأل “عمر” “أبا ذر”: لماذا ضمنته”.. قال “أبو ذر”: خشيت أن يقال ذهب الخير من الناس.
فوقف الشابان وأعلنا عفوهما عن الرجل وقالا لـ”عمر”: نخشى أن يقال ذهب العفو من الناس.
فهتف “عمر” والناس من حوله: الله أكبر.