نقاط في سطور
{ مات الجميل الوسيم الرقيق المثقف الإنسان الشفيف.. يبكي “حسن البطري” لمنظر طفلة تمد يدها تسأل الناس في تقاطعات شوارع الخرطوم وقلبه الرقيق لا يقوى على مشاهدة أفلام الرعب.. عاش حياته زاهداً عن سقط متاع الدنيا.. داهمه المرض ونحن عنه غافلون.. ونعاه الناعي وزملاؤه هالتهم صدمة الرحيل المر وهم يتساءلون هل صحيح مات “حسن البطري”؟ الآن يبدأ النحيب على روح وابتسامة إنسان متفق عليه في الوسط الصحافي الذي يختلف في كل شيء إلا “حسن البطري” الذي إذا غم عليك أمر (أغشاه) في مكتبه تجده غارقاً في الأوراق والكتب وابتسامة تضيء المكان حتى لو كانت الكهرباء مقطوعة.
{ تراجعت الحكومة في ساعة الصفر عن خطأ التدخل في شؤون اتحاد كرة القدم بعد أن أشهر الـ(فيفا) سيف العقوبات في وجهها. مشكلة الحكومة أنها لا تتعلم من أخطائها الجسيمة بحق نفسها ومنسوبيها وهي تأتي دوماً بالمقربين وأصحاب الولاء على حساب الخبرة وتتركهم يطغون ويفسدون، وحينما تسعى لإبدالهم بآخرين تتخذ الدروب الملولوة طريقاً لإزاحتهم ولا تستطيع، لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يرفض كل أشكال التدخل السياسي في الرياضة، وحكومتنا تريد السيطرة على كل شيء ولا تشعر بأن الديمقراطية شيء له قيمة في الممارسة، لذلك تكثر من الوقوع في الحفر ولا تستطيع النهوض إلا بعد استغاثة.
إذا كان “معتصم جعفر” لم يخرج أصلاً عن طاعة ولي الأمر و”أسامة عطا المنان” شريك المؤتمر الوطني الأول وأكثر القيادات قرباً من “الميرغني” و”البشير” و”مجدي شمس الدين” يتقلب بين حوش “البشير” بشارع المطار وجنينة السيد بشارع النيل.. ماذا تريد الحكومة أكثر من كدا؟!
{ المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة الأمريكية حول الملفات العالقة ربما تصل لنتائج قبل الانتخابات المنتظر أن تحمل “هيلاري كلينتون” إلى منصب رئيس أكبر دولة في العالم. والوصول لنقطة التطبيع قد تحتاج قراراً من الحكومة الأمريكية الجديدة، وذلك يبطئ التسوية، لكن مطلوب من الحكومة أن تمضي في اتخاذ القرار السليم لمساعدة نفسها أولاً بتحقيق السلام في المنطقتين وتهيئة المناخ الداخلي لمرحلة قادمة تحتاج إلى رؤية شاملة. والولايات المتحدة الأمريكية التي بدت حريصة على الضغط بشدة على الرافضين لاتفاق خارطة الطريق هي أيضاً ستضغط على الحكومة على طاولة الحوار الثنائي لتحصل على أقصى ما تريد وتدفع أقل ثمن.
{ تم تأجيل زيارة أمير دولة قطر لدارفور ليشهدوا مع الرئيس “البشير” والرئيس التشادي “إدريس دبي” نهاية الفترة الانتقالية لاتفاقية الدوحة وإعلان حل أجهزتها، لكن الزيارة تأجلت والأوضاع أصبحت معلقة ما بين الحل والانتظار.. فهل (اليوم) وزراء السلطة شرعيون أم أصبحوا وزراء سابقين؟ وهل لدكتور “تجاني سيسي” أية صفة رسمية أم غادر موقعه؟ صحيح د. “أمين حسن عمر” مثلاً لا يحتاج لصفة دستورية حتى يفعل أي شيء، يوجه، يقرر، يصدق، لكن وضعية غيره تحتاج لقرار شجاع جداً بتمديد عمر السلطة لشهر أو شهرين في انتظار وصول أمير قطر راعي وممول الاتفاقية، التي ظلمها أهل دارفور بالتقليل من شأنها دون مبرر.
{ حينما نزعم بأن “هيلاري كلينتون” ستصبح هي الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية فإن ذلك يعود لطبيعة الرسالة الأمريكية من الانتخابات نفسها، وحينما اختارت أمريكا الرئيس الحالي “أوباما” فإنها تبعث بذلك رسالة للعالم بأن واشنطن قد تركت حقبة التمييز بين البيض والسود وراءها وأصبح ذلك من الماضي.. والآن يحكم أمريكا “أوباما” ذو الأصول الأفريقية من دولة كينيا.. والآن تحتاج أمريكا لتقول إنها لا تميز بين المرأة والرجل، وها هي “هيلاري كلينتون” ينتخبها الشعب كأول امرأة تتسنم هذا الموقع الرفيع.
{ يعدّ “صلاح البصير” الملحق الإعلامي بسفارة السودان بجوهانسبرج من الوجوه التي تعطي بسخاء وتؤدي واجبها في تفانٍ ونكران ذات، منذ فترة طويلة ظل يتحرك في ملف الجنائية وسط محيط أغلبه معادٍ للسودان حتى نجح في إبرام اتفاق مع رئيس البرلمان الأفريقي لإدراج بند في جدول أعمال البرلمان يحث القادة الأفارقة على الانسحاب جماعياً من المحكمة الجنائية في الشهور القادمة، و”البصير” القادم من الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة “أحمد بلال عثمان” نال ثقة وزير الخارجية بروفيسور “غندور” الذي أسند إليه مهاماً كبيرة لحسن أدائه.