ربع مقال
ونام النيل لدينا..!!
خالد حسن لقمان
في بلد كمصر تجد أن الحياة التي كتبها الله لأرض الكنانة تمضي على شريط أوحد يمثله هذا المجرى الفردوسي العذب، ولا يكاد يخلو كيلومتر واحد على الضفاف إلا وقد أحاله الإنسان المصري لحياة نابضة، وعلى مدّ البصر تملأ بصرك الخضرة الرائعة التي تعبر عنها خيرات الأرض من منتجات ومحاصيل زراعية مختلفة، وهذا المشهد يتبعك بطول وعرض الريف المصري من أقصى الجنوب إلى ما يصل أقصى مصر الشمالية وحدود مدنها الكبرى وعند القاهرة العاصمة أيضاً، إلا أن قاهرة المعز لا تستقبل النيل فقط، بل تحتفي به، حيث تضج الحياة على صفحته ليلاً ونهاراً ولن تجد النيل في مجراه يتلألأ (كما والسيف المجوهر بالنجوم) كما تجده في القاهرة، ولا أدري أين وجد “صلاح أحمد إبراهيم” هذه الصورة عندنا هنا..؟؟ ولكنها مخيلة “صلاح” الرائعة التي أيقظت نيلنا شعراً بأكثر من ما فعلناه به طبيعة.. فمن الذي أنام النيل عندنا وجعله هادئاً وديعاً خالياً حتى من بكاء السواقي ونحيب الشواديف..؟! أرجوكم أيها السودانيون لا تجعلوا النيل (نؤوماً) عندكم فقد أرسله الله لكم هادراً دفاقاً ومعطاءً.