عز الكلام
الحكاية شنو؟؟
أم وضاح
بغض النظر إن كانت صحيحة أو غير صحيحة حادثة شروع وزير تنمية الموارد البشرية لولاية الخرطوم بتسديد نفقات (شهر عسله) بأحد الفنادق الضخمة بالخرطوم من مال الوزارة، والعريس أقصد الوزير “أسامة حسونة” هو واحد من إفرازات الانتهازية الحزبية التي تصدرها إلى المشهد السياسي أحزاب غير مسؤولة ولا مدركة لقيمة العمل العام الذي يفترض أن تقدم له (نقاوة النقاوة) داخل هذه الأحزاب وأفضل خبراتها ورجالاتها من أصحاب الكاريزما وقوة الشخصية (واللداحة) السياسية التي تجعل لصاحبها رأياً وتأثيراً، لكنه الولاء ومسح الجوخ وبوس الأيادي هو الذي جعل بعض الأحزاب تقلل من قيمة هذه المناصب التي هي حق مشاع لخدمة الإنسان السوداني، وليس منصباً محصوراً في نطاق الحزب.. ودعوني أقول إن وزارة تنمية الموارد البشرية هي واحدة من أهم الوزارات (لو كنا بنفهم) وما ينبغي أن تترك للتجريب من وزراء حديثي عهد بالعمل التنفيذي، وكان من المهم أن يتولاها في المقام الأول شخص يمتلك أفق التنمية وهمة تطوير الموارد البشرية، لكنها الموازنات الحزبية رديئة المقاييس التي تطيح برجال في قامة الدكتور “يحيى مكوار” الوزير السابق لهذه الوزارة وتجيء بـ”أسامة حسونة” الذي (غطس) حجر كل ما بدأه دكتور “مكوار” من خطوات حثيثة في هذه الوزارة لتتصدر أخباره لا أخبار وزارته في حادثة فساد وغلطة لا يقع فيها إلا مستجد تجربة.. والمصيبة أن الرجل لو كان من حزب المؤتمر الوطني لقلنا والجديد شنو!! ما أصلوا وزراء الحزب الحاكم ما في زول مثلهم وتغشاهم مثل هذه الرياح بين الفينة والأخرى، لكن أن تكون (الخبرية) تخص حزباً يدعي ويصنف نفسه معارضاً، هنا تكمن الكارثة والفضيحة والوكسة، إذ كيف لشخص يروج لشعارات الدفاع عن حق الوطن والمواطن ويظهر حزبه بمظهر الشفافية الرافض للفساد والهيمنة وفي أول فرصة يغتنمها تعمى عيونه ويغرف من المال العام، وعايز يسدد فاتورة تخصه من حساب الشعب السوداني الما عندو دعوى بي شهر عسل الوزير ولّا فنانه أو فطور العريس.
يا سادة مشكلتنا الحقيقية ليست الحكومة وحدها أو وزراءها، مشكلتنا الأكبر في هذه المعارضة الضعيفة الانتهازية التي حتى وإن جاءتها فرصة المشاركة في الحكم لا تقدم القوي الأمين، بل على العكس تمارس أسلوب الطبطبة والمجاملة (وتهادي) الكراسي للمقربين وناس حاضر يا مولانا الببصموا على الصاح والغلط!!
في العموم، إن كان من جانب إيجابي في هذه القصة فهي أنها ذكرتنا أن هناك وزارة اسمها تنمية الموارد البشرية وعندها وزير كمان واللهم لا اعتراض.
{ كلمة عزيزة
كل الدول القوية اقتصادياً أو التي تشهد نهضة اقتصادية وطفرة تنموية لم تتخل أو تهمل رمزية مؤسسات يمكن تصنيفها بأنها رموز سيادية، لذلك يوجعني قلبي كلما تذكرت “سودانير” الخطوط الجوية السودانية التي سبقت خطوطاً كثيرة في التحليق والطيران، ويوجعني قلبي كلما مررت بالنقل النهري الذي أصبح أثراً بعد عين ويتحرق دمي كلما جابتني السكة جنب السكة الحديد أو مؤسسة البريد، وللأسف الشديد ليس هناك مسؤول شاعر بالوجعة أو حاسي بالنكسة والوكسة، لنمضي في طريق انمحت بداياته وتلف الضبابية نهاياته.
{ كلمة أعز
معظم الفضائيات عادت كما ريما لعادتها القديمة بعد انقضاء شهر رمضان ونفاد رصيدها في خارطة الشهر الكريم، خاصة الفترة المسائية التي تتشابه فيها كل البرامج استنساخاً من فكرة مساء جديد رغم ضربات البوهية التي لا تخفي هذا التمويه.. وبمناسبة مساء جديد، أعتقد أن البرنامج استنفد كل أغراضه وأصبح ليس فيه دهشة ولا متعة ولا جديد، والتحدي الحقيقي أخي “عمار شيلا” أن تدخل ريشتك لتغير من تفاصيل اللوحة، لأنه ما معقول عشر سنوات ذات الجلسة، ذات المواضيع، ذات الفواصل، ذات طريقة التقديم!!