مسألة مستعجلة
ليلة القبض على العقارب!!
نجل الدين ادم
اهتمت معظم صحف الخرطوم، أمس، بالخبر الغريب الذي جاء تحت عنوان (إحباط محاولة تهريب (200) كيلوجرام عقارب ميتة بمطار الخرطوم)، وقد جاء في التفاصيل أن الكمية التي تم ضبطها كانت معدة لتصديرها إلى إحدى الدول الآسيوية لاستخدام سمها في بعض العقاقير، لكن أصدقكم القول أن ذلك لم يرق لي ولم أستوعب هذا الغرض رغم أنه يمكن أن يكون صحيحاً، فقط جال في خاطري سؤال.. كيف استطاع الناس إلقاء القبض على هذه الكميات التجارية من العقارب؟ هل سلم الذين نفذوا هذه العملية من لدغاتها؟!
جيد جداً أن تكون خطوة الجمارك العملية هي إيقاف هذه الشحنة حتى إشعار آخر، ربما يقول قائل إن ناس الجمارك لم يتصرفوا بأن قاموا بتعطيل شحنة التصدير وإنو نحنا لاقين زول يخلصنا من العقارب ولدغاتها! وإن هذا التصدير الغريب يفتح لنا باب سلعة جديدة، لكن تبقى حقيقة الغرض من استخدام هذه العقارب غائبة.
ربما لا توجد فقرة مباشرة تتحدث عن حظر تصدير هذه العقارب، إلا أن عدم وجود نصوص مباشرة يجعل الاجتهاد هو الأصل.
قلت في نفسي لماذا لم يسمع الناس عن إعلان بحاجة جهة ما إلى كميات من العقارب لتقوم بشرائها كما تم من قبل في شائعة حاجة إحدى الجهات لكميات من (أبو القنفد) وبأسعار عالية، إلى أن جاء خبر هذه الضبطية.. وكانت هنالك استفسارات من شاكلة كيف تحصلت هذه الجهة على هذه الكميات الكبيرة من العقارب؟ وهل هناك مزارع لتربية هذه الكميات كما الدواجن؟!
ينبغي أن لا تنتهي قضية هذه العقارب بتوقيفها من قبل الجمارك، تحتاج السلطات أن تتقصى عن أصل الحكاية وحقيقة مبررات التصدير، وهل هناك نصوص كافية من قانون الجمارك توقف مثل هذه الشحنات دونما أي اجتهادات في النص.
لديّ إحساس بأن هناك سراً ما وراء هذه الشحنة الغريبة من نوعها.. على هيئة المواصفات ووزارة الداخلية والجمارك وغيرها من الوزارات ذات الصلة أن تتقصى حول هذا الأمر.. وإن غداً لناظره قريب.