فوق رأي
لغة الرقص على السلم
هناء إبراهيم
(الأرابيش) معناه لمن لم يسمعوا به هو (العربي الواحد دا) لكنه مهجن مع شوية (إنجلش)، وقد ظهر خلال الأعوام القليلة الماضية على خارطة اللغات الاجتماعية كلغة مبتكرة تقوم على كتابة الأحرف العربية بأحرف لاتينية وأرقام أجنبية مستوحاة من لغة الإنترنت والمحادثات الإلكترونية.
أي أن هذه اللغة ولدت إثر علاقة شرعية بين الشباب و(فاتنتهم) التكنولوجيا الحديثة كونهم أكثر المستخدمين لها. وتترجم هذه الرموز حروفاً عربية بعينها، وقد تختصر جمل لغوية كاملة.
ميزة هذه اللغة الجديدة أنها (عايمة في النص) كمن رقصت في ظلام الحروف لا هي عربية من رحم العربي ولا إنجليزية من ظهر الخواجات، إنما هي مزيج من الاثنين.
يمكننا وصفها بأنها لغة ذكية ومبتكرة، إذ استطاعت أن تجد بدائل إنجليزية لكل الأحرف العربية بدون استثناء.. كما يعمد المتحدثون بـ(الأرابيش) إلى إضافة نقاط على هذه الأرقام ترمز إلى حرفي الضاد أو الظاء، ولم يكن هذا الابتكار حاجة ساهلة لكن نقول شنو (الرايحة ليهو لغة بفتش خشم الكيبورد).
هذه اللغة وصل بها الأمر إلى اختصار المشاعر شخصياً كما تقول الصحافية اللبنانية “روجينا خليل” صاحبة السؤال الأجمل (هل ضاقت بهم اللغة أم ضاقوا بها وبنا؟)، واختصار الإحساس الحالي الذي يأتي من خلال التعبير بالرموز كاستخدام الأقواس باتجاه الابتسام أو باتجاهات تعبر عن الحزن في هذا الشكل القابل للدموع.
وعندك استخدام الأرقام كحروف حين يكتبون (2) كـ(to) و(4) كـ(for).
لكنّ التطور الأكثر إثارة للاهتمام هو تبني الرقم (3) والرقم (8) كبديل لفظي في عدة كلمات وعندك «cu» بدلاً عن «see you».
وفي الحقيقة السبب الأساسي الذي أدى إلى ابتكار هذه اللغة حسب وجهة نظري هو حاجة الشباب إلى اختصار الرسائل المراد إرسالها عبر الهاتف كسباً للوقت.
وحين تكتب عسل (عثل) وسمح (ثمح) وكويس (كويث) في دردشات الأصدقاء فإن الأمر بأي حال لا يعني الجهل بحروف اللغة، دا اسمو تدليع المرسل إليه عن طريق دلع اللغة.
وعموماً كثرت اللغات المبتكرة أو قلت، لن يؤثر ذلك على اللغة العربية فالشاب في مرحلة معينة يحتاج إلى ما هو جديد، ولكن طال الزمن أم قصر سيرجع إلى حضن أمه العربية كما هي.
و…….
بالعربي أنا وإنت لازم ننسى
وهسه شربنا الشاي