مسألة مستعجلة
امتحان أول مطرة!!
نجل الدين ادم
الأمطار الكثيفة التي هطلت ليلة (الأربعاء) كانت بمثابة أول امتحان لتجهيزات الخريف بولاية الخرطوم، معظم الشوارع الرئيسية أغلقتها المياه المنهمرة، أما المصارف فلم تقوَ على استقبال كميات المياه الكثيرة التي ملأت الساحات والميادين وتعطلت معها الحركة في عدد من أحياء ولاية الخرطوم!.
وأنا أعبر شارع أفريقيا الممتد في اتجاه الأزهري جنوب الخرطوم ليل (الأربعاء) كان الشارع الاسفلتي عبارة عن مجرى مائي!، المياه تحاصره وتعذر على العربات الصغيرة السير بسهولة، لا أعرف ما هي الهندسة التي تجعل من مستوى الطريق الاسفلتي يتساوى مع الطريق الترابي، بحيث تضيع المعالم الاسفلتية مع أي مياه منهمرة أو كميات من التراب؟، ليتغطى الشارع الأسفلتي تماماً. أغرب ما في الأمر أن نفس الحالة تكررت في خريف العام الماضي في ذات الشارع وشوارع أخرى، ولكن لا معالجة!. سنوياً تخصص الولاية ومحلياتها ملايين متلتلة من الجنيهات لمقابلة تجهيزات الخريف والتي تشمل المعالجات الهندسية وتطهير المصارف، لكن هذه الأموال لا تمر بهذه المعالجات وتترك المجال للسيناريو أن يتكرر، شيء عجيب إنه الإهدار المنظم للمال العام.
والغرائب والعجائب لا تقف عند هذا الحد بل تجدها في مسؤولي المحليات، إذ لا يجيدون الانتشار في معالجات الخريف إلا بعد وقوع الواقعة، فتجدهم ينشرون الآليات والحافرات في الشوارع لتصريف المياه وقد شاهدت هذه المنظر بأم عيني أمس، حيث الآليات التي كانت تعمل في تطهير المصارف وإزالة الأطماء الكثيفة بغية تسهيل عملية انسياب الأمطار عبر المصرف.
على ولاية الخرطوم ومحلياتها أن تجعل من امتحان أمطار يوم (الأربعاء) محطة مهمة لمراجعة التجهيزات وعمل المعالجات الممكنة، لا أن تنتظر المطرة القادمة، أتمنى أن لا نشاهد ذات السيناريو العام المقبل!
لسوء الأسف أن المعالجات التي تتم عند كل خريف جلها معالجات طوارئ، لا تفكر الجهات المسؤولة في ولاية الخرطوم أو المحليات تفكير إستراتيجياً يضمن عدم تكرار الأخطاء، نحن بحاجة إلى متابعة لصيقة للمعالجات الآنية وفي وقتها لتخفيف الأضرار، وكذلك نحتاج لتفكير عميق لضمان معالجات مستقبلية.
مسألة ثانية .. استغربت لاستمرار أزمة المياه لأيام متوالية في عدد من أحياء الخرطوم رغم تأكيد الهيئة على حرصها بأن لا مشكلة ستحدث في خدمة المياه، ولكن كان العكس في عدد من أحياء وسط الخرطوم في أحياء الديوم الغربية والامتداد والبعض من الصحافات، حتى لو سلمنا أن هنالك مشكلة حقيقية تحتاج إلى معالجات ينبغي أن تكون هناك حلول طارئة للمتضررين، كأن توفر لهم مياهاً عبر التناكر، ولكنها بيروقراطية العمل في الدواوين الحكومية. أرجو أن تزال عثرة هؤلاء والله المستعان.