رأي

مسألة مستعجلة

مأساة معاشي!!
نجل الدين ادم
أفسح المجال اليوم لصديقنا المعاشي “سعيد دمباوي” ليحكي مأساة شريحة مهمة في المجتمع.
الإنسان مكرم عند الله جل وعلا – مطلق الإنسان، قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ…) وكلمة (بني آدم) من ألفاظ العموم – تشمل كل الناس – ونحن نقول – لما كان الله جل وعلا قال هذا في القرآن الذي هو منهاج حياة المسلمين – فالمسلمون أولى بالتأمل وتطبيق هذه الآية في مجتمعهم، ولكن مما يؤسف له هذا الإنسان الواجب التكريم وبعد أن يفنى شبابه في خدمة مجتمعه ووطنه (يعذب) ويعاقب بمعاملة لا تليق به في مكاتب الصندوق القومي، ونقول لهؤلاء الذين يعذبون المعاشيين في الصندوق الذي يصفونه بالقومي – إن هذه المكاتب المكندشة والكراسي الوثيرة التي أنتم جالسون عليها وتلك العربات الفارهة التي تستقلونها كل هذا من أجل (المعاشي) وليس من (أجلكم أنتم) وستكبرون وتصلون إلى سن المعاش في يوم من الأيام فاتقوا الله في تعاملكم مع هذه الشريحة التي هي في سن آبائكم وقدمت كل طاقاتها لهذا الوطن وهذا الشعب، فما الذي جناه هؤلاء حتى تجردوهم من كرامتهم، بعد خدمة لأكثر من (31) سنة منحت معاشاً شهريا أقل من خمسمائة جنيه بعد التعديلات! – والمركز الذي كنت أصرف فيه هو مركز شرق النيل – ولما كان لنا حساب في بنك الخرطوم فرع حلة كوكو، فقد نصحني بعض الإخوة بتحويل معاشي الذي لا يصلح لإعاشة طفل في الروضة – وبعد أن قمت بكل الإجراءات القانونية الخاصة بالتحويل – أفادني موظف مركز شرق النيل بأن صرف معاشي سيبدأ اعتباراً من معاش شهر فبراير 2016م في البنك – ومنذ ذلك التاريخ لم أصرف غير شهر واحد في البنك، أي منذ مارس وحتى يونيو، وعلى الرغم من صعوبة المواصلات ومصاريفها ذهبت إلى البنك أكثر من سبع مرات فيقال لنا إن المعاش لم يتم تحويله مع حاجتنا الماسة لهذا المعاش على قلته، والمعاشي بحكم سنه معرض للأمراض والعلاج- ونذهب إلى مركز الصرف في شرق النيل ويقلبون دفاترهم ويقولون لنا إن كل الشهور تم تحويلها إلى الرئاسة في الخرطوم وما صرفته في المواصلات (والمساسقة) بين المركز والبنك وقيمة مهاتفاتي ومعاناتي مع كبر سني أكثر من معاش شهر – ومما يؤسف له أن مدير العلاقات العامة بالصندوق وهو أحد أقاربي ومن أهم مهامه (تحسين العلاقة بين المؤسسة والمتعاملين معها)، لم يستطع حل هذه المشكلة التي أراها بسيطة لمن كان في مثل موقعه الوظيفي كما كان يفعل سلفه الذي فقدت المؤسسة خدماته الجليلة مع المتعاملين مع المؤسسة وظل يحمل هموم تحسين سمعة المؤسسة حتى أحيل للمعاش.
أخى مدير الصندوق القومي للضمان الاجتماعي، من هو المسؤول عن هذا التعذيب والسادية التي يمارسها موظفوك حيال المعاشيين؟.. ما الذي جناه المعاشي حتى يعذب في سبيل الحصول على معاشه على قلته، وما أن تحكي ما حدث لمعاشي إلا ويحكي لك معاناة أكثر ألماً؟.. لماذا يكون الإنسان المعاشي الذي خدم البلاد والعباد رخيصا؟.. ردوا لنا حقوقنا فنحن لم نصرف معاشاً ولا منحة ولا زيادة معاش منذ شهر (مارس).
 سعيد دمباوي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية