حوارات

القانونية و السياسية الأستاذة "عفاف تاور كافي" في حوار الوجه الآخر ليس بعيداً عن السياسة

* أول وظيفة تقلدتها (قاضي) وظهور اسمي ضمن الذين استوعبوهم فيها كان مفاجأة بالنسبة لي!
* درست القانون بجامعة القاهرة الأم وما زلت أذكر الأسرة المصرية التي كنت أسكن معها!
* هذا الشخص كان له دور في اتجاهي للحركة الإسلامية وفي فترة الطرب والمرح كنت أجهز بيتنا لعمل ناس الحركة!

حوار – سوسن يس
“عفاف تاور كافي” سياسية وقانونية، عرفت بتصريحاتها النارية المركزة.. تتناقل  الوسائط الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي منذ فترة تصريحاً لها أعلنت خلاله أنها لو كانت رجلاً وسياسة الدولة تسمح بالعمليات التفجيرية لما ترددت في تفجير نفسها في “ياسر عرمان” و”عبد العزيز الحلو” و”مالك عقار”.. التصريح الذي رأى فيه مناصرو الحركة الشعبية نوعاً من الإرهاب، وفتحت بسببه نيران كثيفة في مواجهتها، وتحركت مجموعة من محاميي الحركة لتقيد بلاغاً ضدها في المحكمة الدولية.. (المجهر السياسي) جلست إلى “عفاف تاور” وأمضت معها ساعة، حاولنا أن نتعرف خلالها إلى الوجه الآخر لـ”عفاف تاور” بعيداً عن السياسة والقانون.. ولكن ورغم استغراقنا في تفاصيل الوجه الآخر، كانت أمواج الحوار تحملنا مراراً وتعيدنا إلى السياسة.
هذه هي مضابط الحوار:
# إذا قلنا لك قدمي لنا بطاقة تعريفية عن نفسك..  ماذا تقولين فيها؟
–    أنا “عفاف تاور كافي أبو رأس” ابنة جبال النوبة وابنة كردفان، أنا سودانية تجري في عروقي دماء هذا الشعب الطيب الأبي ابن فرسان سلالة الأسرة الحاكمة وكذلك جدي والد والدتي حليمة بت العمدة نواي كنو.. جدي لأمي الفكي بابكر منصور عبد الحميد يكنى بالمنصوري من الشويحات بديرية دهمشية من شمال كردفان، رجل داعية أتت به الدعوة الإسلامية لجنوب كردفان واستقر بها، درست القانون بجامعة القاهرة الأم.
# محطة الدراسة بمصر وحياة الداخلية محطة مهمة في حياتك.. ما الذي لا زال يعلق بذاكرتك من تلك الفترة؟
–    بعدما امتحنت الشهادة السودانية ذهبت إلى جمهورية مصر العربية ودرست القانون في جامعة القاهرة، وخلال تلك الفترة كنت أسكن في الداخلية، سكنت في (داخلية الجيزة)، وفي السنة الأخيرة سكنت مع أسرة مصرية، فالأسر المصرية أحياناً كانت تستضيف الطالبات للسكن معها في بعض الحالات، إذا كانت امرأة كبيرة مثلاً وتعيش بمفردها كانت تستضيف طالبة أو طالبتين للسكن معها بضوابط البيت، ففي سنة رابعة أنا سكنت مع أسرة مصرية.
# هل تذكرين شيئاً عن هذه الأسرة؟
–    أذكر أن الحاجة كان أسمها حاجة ملكة وابنها في ذاك الوقت كان وزيراً للطرق.. كنا نسكن معها أنا ومعي طالبة سودانية كانت تدرس الطب اسمها “سلوى محمد صالح”، وأذكر أن حاجة ملكة ( أتوفت لينا في الشقة.. نادتني جئتها ووجدتها تعبانة، ناديت سلوى قلت لها يا سلوى الحقي الحاجة دي تعبانة حالتها صعبة)،  بحثنا عن رقم تلفون ابنها واتصلنا به وأخبرناه، جاء هو وزوجته وتوفيت في البيت قبل أن يتم إسعافها عليها الرحمة.
# عفاف الطالبة الجامعية وعفاف البرلمانية والسياسية الآن.. هل هناك اختلاف كبير بينهما؟
–    في فترة الجامعة كنت أميل للمرح وكأحب الغناء والتمثيل والمرح، وأغني في تجمعات الطالبات.
# ما هي الأغنية التي كنت ترددينها وتكثرين من غنائها؟
–    من الأغنيات التي كنت أغنيها كثيراً أغنية اسمها (الأماني العذبة).. تقول كلماتها (بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة وتبقى هانئ وابتساماتك معادة).
# صوتك كان جميلاً؟
–    كانوا يقولون لي ذلك.. وكنت أغني في الدورة المدرسية وهي كانت تسجل وتبث من الإذاعة.
# كان من الممكن أن تتجهي لمجال الغناء ونرى اليوم “عفاف تاور” الفنانة بدلاً عن عفاف السياسية؟
– جداً.. كان من الممكن أن أتجه هذا الاتجاه.. وأنا اكتشفتني أستاذة “بخيتة الجبوري” وهي كانت تعمل بالتلفزيون وكانت تكتشف المواهب وهي زوجة “بكري عديل” وصلتي بها امتدت حتى اليوم.
# ألم تفكري جادة الاتجاه لمجال الغناء؟
–    فكرت جادة في الاتجاه لمجال الغناء وكانوا يقولون لي صوتك حلو (ما عارفة كانوا بغشوني أم لا).. وكنت أغني أغاني الحقيبة وأفكر جادة في الاتجاه للغناء وكانت روحي مرحة جداً وكنت أحب التمثيل والنكات.. فكان أمامي أن اتجه إما إلى اتجاه منفتح جداً أو اتجاه منغلق جداً، فاتجهت إلى اتجاه القانون.. لأنني لم أجد من ناس البيت من يشجعني على الفن والغناء، فلو كانوا شجعوني كنت اتجهت نحوه.. وكنت أقول لهم ( إما أن أصبح فنانة وممثلة أو اتجه لمجال حازم جداً).
# وكيف دخلت “تاور” الحركة الإسلامية؟
–    الشخص الذي كان له دور في أن اتجه للحركة الإسلامية كان اسمه “أحمد المصطفى شريف” وهو كان معلماً في الثانوية العامة، ثم انتقل من التعليم وعمل بـ(منظمة الدعوة الإسلامية). في ذاك الوقت لم أكن أعمل معهم بشكل رسمي، لكني كنت مقتنعة بأفكارهم، وكنت أشعر بالميول تجاههم. أيضاً من إخوتنا الذين تأثرت بهم “الحمدابي” وهو كان في الشؤون الدينية، وكنت أعمل معه وأجمع النساء وأعد لهم المكان لحضور المحاضرات في بيتنا. هذه كانت بداياتي معهم وفي فترة الجامعة في العام الأول والثاني (الواحد كان متأثراً بالمرح والطرب وبهذه الأشياء، وعندما وصلنا سنة تالتة تغيرنا في كل شيء في الأفكار وفي طريقة اللبس)، ولكن قبل مرحلة التغيير هذه وفي مرحلة المرح كنت أجهز بيتنا وأعده كمقر لعمل ومحاضرات الحركة الإسلامية.
# وماذا عن محطة الوظيفة وأول وظيفة تقلدتنها؟
–    أول وظيفة تقلدتها (قاضي ).. ربما لم أكن مثل الطلاب الذين مكثوا فترة طويلة بعد تخرجهم في محطة البحث عن عمل.. فربنا سبحانه وتعالى أكرمني بوظيفة فور تخرجي.. فبعدما انتهت امتحانات السنة الأخيرة اتصلت بي شقيقتي “نور” وقالت لي أنا ذهبت إلى الكويت والولد لوحده فتعالي أقعدي معه.. فلذلك لم أتمكن من انتظار ظهور النتيجة وجئت بمجرد انتهاء الامتحانات.. وعندما ظهرت النتيجة أنا كنت هنا في السودان..  وحصلت على تقدير جيد.. وذهبت لأمتحن المعادلة لكنهم رفضوا السماح لي بالجلوس للامتحان، حيث إن شهاداتي لم أكن قد استخرجتها بعد، ولكني طلبت منهم السماح لي بالجلوس وتعهدت لهم بأن أحضر الشهادة قريباً، وقلت لهم إذا لم أحضر الشهادة فلا تستخرجوا لي النتيجة. فامتحنت وسافرت إلى مصر لاستخراج الشهادة، وعندما رجعت وجدت إعلاناً عن وظائف مساعدين قضائيين فتقدمت للوظيفة، وأذكر أن عدد المتقدمين كان كبيراً جداً وأذكر أنني دخلت المعاينة وخرجت منها وأنا ( قنعانة من الوظيفة). فأسئلة المعاينة (غلبتني).. و من ضمن الأسئلة سألوني من موطأ الإمام مالك.. ما اسم مؤلفه.. قلت لهم (ما عارفة)، فقالوا لي (طوالي كدا ما عارفة؟!)، فقلت لهم (ااي ما عارفاهو بدل ما أقول ليكم أتذكر وأقعد أضيع زمنكم وزمني)، فقالوا لي (مش معقول اتخرجتي من قانون وما عارفة الموطأ لمن!).. قلت لهم (والله ما عارفة). فخرجت (قنعانة) من هذه الوظيفة ولكني عند ظهور النتيجة فوجئت باسمي ضمن الذين أخذوهم للوظيفة، وأذكر أن رقمي في الكشف كان رقم 124.. ثم تم توزيعنا للتدريب وأنا اخترت مدينة كادقلي لأتدرب في محكمتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية