رأي

فوق رأي

لدواعٍ في بالي
هناء إبراهيم
 
قد تتساءل صديقي القارئ عن سبب وجود العبارة أعلاه في غير موضعها المعتاد، وأنا بصدد توضيح ذلك. قبل أيام استوقفتني فتاة بإحدى الأسواق وسألتني: إزيك، إنتي هناء إبراهيم؟!
افتكرت أننا ربما درسنا سوا ولعبنا ع الحبل سوا، كما لا تقول “فيروز”، لكن بالنظر إليها لم تتطابق ملامحها مع ملامح في الذاكرة، ابتسمت على خفيف وقلت: أهلاً يا مرحب.
بعد أن علقت بجمال أصلها على عدة كتابات وشكرتها من أعماق قلبي وشعرت بالسعادة واخترت البعاد كما لا يقول “الجابري”، استوقفتني قائلة: على وين؟ والله العظيم ما بتمشي من هنا إلا تقولي لي شنو الدواعي الفي بالك دي.
قلت: الدواعي دي بتختلف من عمود لآخر، بس أوعدك أول ما تخلص إجازة العيد ح أكتب ليك عن أول مرة استخدمت فيها هذه العبارة، وها أنا دي أوفي بالوعد.
كنت وقتها في الصف السادس وكانت الحصة الأولى رياضيات والثانية لغة عربية، ولأن أستاذة الرياضيات تعرضت لظرف (نحن ما عارفنو) طلبت من أستاذة اللغة العربية تبادل المراكز الزمنية..
ح تسألني ما هي المراكز الزمنية، ح أقول ليك والله العظيم ما عارفة، جات كدا.
بناءً على التبادل أعلاه، صارت الحصة الأولى لغة عربية، وأستاذة اللغة العربية نفسها كانت مشغولة بتصحيح أوراق، لذا طلبت منا كتابة تعبير مهذب ومعتبر عن شخصية تاريخية أو إسلامية نحبها ونكن لها التقدير.
للأمانة والتاريخ لم أكن قد أكملت حل تمرين الرياضيات، لذا أخذت كراس التعبير وكتبت التالي: (معجبة أنا بشخصية وصفات وأخلاق سيدنا “عمر بن عبد العزيز”  لأشياء كثيرة ولدواعٍ في بالي).
بس كدا..
وفعلاً أنا مغرمة بشخصية “عمر بن عبد العزيز” وبقراءة كل الكتب التي تتناول سيرته جملة أو تفصيلاً.
وبخيالي أتصوره من أجمل مخاليق ربنا شكلاً وجوهراً.
المهم تركت كراس التعبير جانباً بعد هذين السطرين وأخرجت أوراق الرياضيات وأكملت حل التمرين.
أخذت الأستاذة الكراسات مع الأوراق التي حضرت بها وغادرت بهدوء وسلام.
في اليوم التالي ونحن في حصة لا أذكرها، دخلت علينا أستاذة اللغة العربية وقالت: عن عن وين؟
وقفت بأدب، نظرت إلي صامته إلى حين ثم مدت إلي كراسي وحيداً منفرداً بدون كراسات باقي الفصل وقالت: والله العظيم لا بسألك لا بناقشك.
الفصل كلو ما فاهم حاجة.
كانت هذه أول مرة أكتب فيها (لدواعٍ في بالي) ومن ديك وعيك.
يوماً ما إن شاء الله سوف أكتب عن حكاية اسم (عن عن) الذي ورد في القصة أعلاه.
أقول قولي هذا على سبيل الحكي والدردشة
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: مصدومة في روحي
و……..
يا روحي سلام عليك
لدواعٍ في بالي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية