الشيخان "محمد عبد الكريم" و"الزين محمد أحمد"…أصوات تربك حركة المرور ويبكيان المصلين
يختمان القرءان اليوم وغداً بمسجدي المجمع الإسلامي و”سيدة سنهوري”
الخرطوم – محمد إبراهيم الحاج
يرفع المسلمون أكفهم مساء اليوم ضراعة وتبتلاً إلى المولى عز وجل مع أواخر الشهر الفضيل، ويرجون من الله سبحانه وتعالى أن يرحمهم ويغفر لهم. ويقصد الآلاف منهم عشية اليوم وغداً شرقي الخرطوم شارع الستين بالخرطوم، حيث يختم الشيخ “محمد عبد الكريم” القرءان بالمجمع الإسلامي بالجريف غرب اليوم الذي يصادف (الجمعة اليتيمة)، فيما يختم الشيخ “الزين محمد أحمد” إمام مسجد “سيدة سنهوري”يوم غدٍ (السبت).
يبدو المشهد طوال شارع الستين مألوفاً مع ظهور كل هلال رمضان رغم غرابته بعض الشيء…سيارات متراصة على جانب الطريق إلى الحد الذي يغلق فيه شارع الستين تماماً..شيوخ وشباب ونساء من أعمار عمرية متباينة يحثون الخطى نحو المسجدين الأشهر الآن في العاصمة الخرطوم، اللذان يعدان أبرز علامات الشهر الفضيل.. وصوت القارئ الشيخ “الزين محمد أحمد” و”محمد عبد الكريم” يملآن بصوتيهما أرجاء المكان حتى أنك تحسهما خارجين من البيوت والسيارات، أو كأنهما يسكنان أرجاء المنطقة..يدغدغان حواس المصلين ولا يملك إزاء أغلبهم سوى أن تتضوع (أعينهم) ويطفر فيها الدمع خشية وخشوعاً وتأدباً في حضرة كلام المولى عز وجل، فيما تتراص السيارات القادمة على طول الطريق الجانبي لشارع الستين وتشهد المنطقة زحاماً غير عادي تدب فيه الحركة حتى انبلاج فجر اليوم التالي.
ويقصد المسجدين آلاف المصلين من مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم – الخرطوم بحري– أم درمان) لأداء صلاتي التراويح والتهجّد، لتزكية النفس بالترتيل الروحاني لإمامي المسجدين “محمد عبد الكريم” و”الزين” على الرغم من إقامة الصلاتين في جل مساجد العاصمة التي تتجاوز الألف مسجد.
ولا تقتصر صلاتا التراويح والتهجّد على الرجال بل تتزاحم عليها النساء ويحرصن على الوصول باكرًا لحجز مكان مناسب لأداء الصلاة، حيث لا يتسع صحن المسجد ولا باحته للمصلين.
ويزداد إقبال المصلين على المسجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان تيمنًا بليلة القدر، وعقب الفراغ من صلاة التهجّد يتناول أغلب المصلين السحور داخل المسجدين في انتظار صلاة الفجر، فيما تساهم الأسر القاطنة في حي المنشية والجريف في توفير السحور للصائمين.