شهادتي لله

الطريق لا يمر عبر (القطاع)

ـ 1 ـ
{ بدلاً من أن تدفع الوساطة (الأفريقية) المفاوضات بين السودان والجنوب في الاتجاه الصحيح المؤدي إلى حسم ملفات (النفط)، و(الحدود) و(المعارضات المسلحة في أراضي أحد البلدين)، والتجارة الحدودية، فإنها تعوق انسياب التفاوض بالإصرار على فتح مسار (جنوب كردفان والنيل الأزرق) لإقحام (قطاع الشمال) المسلح في المفاوضات!!
{ وحتى لو تضمن قرار مجلس الأمن فقرات عن إعادة فتح التفاوض مع هذا (القطاع) المشؤوم، فإن السودان كان قد أعلن تحفظه على هذه الفقرات، وقرر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في وقت مبكر رفضه التفاوض مع (قطاع الشمال) عبر الآلية الأفريقية، اللهم إلاَّ إذا كانت قرارات (المكتب القيادي) مثل كلام الليل يمحوه النهار!!
{ إذا كان وفدا (السودان) و(الجنوب) جادين في الوصول إلى اتفاق، لمصلحة شعب السودان في (الشمال) و(الجنوب)، فإن حسم ملف النفط، وتجارة الحدود أولاً، هو الخيار الأفضل للجوعى في الجنوب، والمحصورين في الشمال، أما التفاوض مع (القطاع) المسلح في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فإنه من المفترض أن يكون من قضايا (الشأن الداخلي) لجمهورية السودان، وإلاّ فلماذا لا يطرح وفد الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” على الوساطة ضرورة فتح حوار بين حكومة الجنوب، و(الثوار) في ولاية (الوحدة) وبحر الغزال؟!
{ يجب ألا يمثل تاريخ انتهاء مهلة مجلس الأمن، هاجساً للسودان، فماذا يمكن أن يفعل (مجلس الأمن) أسوأ مما فعل في قراراته السابقة، ويكفي أن المجلس هو الذي أحال ملف قضايا دارفور إلى ما يسمى محكمة الجنايات الدولية في “لاهاي”، وما ترتب على ذلك من صدور مذكرة توقيف بحق الرئيس “البشير” ومولانا “أحمد هارون”.
{ الرسالة الأساسية التي ينبغي أن يبلغها وفد السودان إلى الجميع، هي أننا نتفاوض من أجل مصلحة البلدين والسلام والاستقرار في المنطقة، وليس خوفاً وهلعاً من مجلس الأمن، أو طمعاً في حوافز كذوبة من المدعو (المجتمع الدولي)!!
ـ 2 ـ
{ أزعجني ما سمعت عن شروع نحو (20) صحفياً من (الشباب) في تأسيس صحيفة سياسية يومية (جديدة)، بعد حصولهم على بضعة مئات من الآلاف من أحد البنوك عبر نظام (التمويل الأصغر)!!
{ كنت أود لو أن مثل هذه المشروعات (التضامنية) تنجح، في هذا المجال الشاق والعسير. لعل التجارب تنجح في مزارع الألبان، والمواشي، وتربية الدواجن، وبيوت الخضروات (المحمية)، ولكن الصحافة ضرب آخر من المستحيل، والحسابات التي لا تؤمن بعلم الحساب!!
{ أنصحكم ـ لوجه الله تعالى ـ أن تحفظوا (تمويلكم) عليكم، واستخدموه في مشروعات صغيرة أخرى، فإنني والله أخشى عليكم من ارتداد الشيكات، والسجون التي دخلها أعز (أولاد الناس) من بعض ملاك الصحف، وكبار رجال الأعمال. ويومها لن ينفعكم اتحاد الصحفيين، ولن يشفع لكم مجلس الصحافة، ولن تسمع بكم وزارة الإعلام.
{ أما إذا كنتم (مغامرين) فاحفظوا هذا (العمود) في أرشيفكم، وقابلوني بعد شهرين فقط من إصدار الصحيفة، وكان حيين بنتلاقى.
{ رمضان كريم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية