حوارات

نائب رئيس البرلمان القيادية بـ (الوطني) "سامية أحمد محمد" لـ (المجهر) (1)

الأستاذة “سامية أحمد محمد” مثال للهدوء والتجرد منذ أن كانت تلميذة في مدارس عطبرة؛ حتى وصلت إلى نائب رئيس البرلمان يباهي بها أن السودان يفسح المجال أمام بناته المخلصات، وبدون ذكر للجندرة، ومخلفاتها، تعتبر “سامية” من حمائم الإنقاذ والمؤتمر الوطني، تشرِّح المواضعة السياسية من كل جهات الدائرة، عملت في دوائر مهمة على مستوى حزبها المؤتمر الوطني  ابتدرتها بالشباب، وتدرجت حتى وصلت البرلمان، وظلت ترافع عن سياسات المؤتمر الوطني كلما اشتدت حرارة الطقس السياسي في بلادها..
  (المجهر السياسي) التقت الأستاذة “سامية” في حوار تحدثت فيه عن كل شيء تقريباً، وكانت مباشرة، لم نخف عنها شيئاً، وربما أخفت عنا أشياء، كما قالت، وتفضلت.
{  كيف تبدو سيرة “سامية أحمد”؟
–  أخذت (نفس طويل) وقالت: أهم محطاتي هي تفاعلي مع المجتمع.. وتعلمنا كل شيء منه.
{ أقصد “سامية” بت الثانوية العامة، زمان الأحلام والمنى؟
– هي ذاتها “سامية” مع اختلاف الزمان.
{ نشأتِ في عطبرة، هذه وحدها مفاجأة؟
– تعليمي كله في عطبرة. وعطبرة بطبيعتها بلد سياسية، وبلد عمالية، فتحنا عيوننا على النقابات والسكة حديد.
{  كنتِ إسلامية في مدينة ذات طابع شيوعي، انظري للعمال، وعطبرة على أيامها؟
– في عطبرة طبيعة اجتماعية فريدة، فتجد كل الأحزاب في منزل واحد بكثير من التآزر، وأنا بطبيعة المنشأ إسلامية.
{ إسلامية من منازلهم، ولكن جيداً لو شققت طريقاً مختلفاً لتنفي التبعية والتأثير؟
–   لم تكن هناك فوارق حادة بين الناس، وأسرتي ختمية.
{ هل كتب “حسن البنا” غيرت حياتك زي أي إسلامي مبتدئ؟
–  لا يوجد في كتاب واحد يغير حياة كاملة، والشيوعيون السودانيون (شفناهم) يمشوا الجوامع، وهم جزء أصيل منّا، هم أصدقاء أعزاء يمثلون جزءاً عزيزاً من وجداننا.. كنا ننعم بوسطية فذّة.
{ وجاء اليوم و”سامية” وزيرة للرعاية الاجتماعية، تصرخ في الصحف الاجتماعية بستر الناس في بيوتهم؟
– فعلاً، بعد الروح الوسطية جاء التطرف الإثني والجهوي، وهي جملة تحولات كبيرة، وكان المجتمع ساكناً، فتحرك في أيامنا بحكم تطور هائل في العالم.
{ الحياة تغيرت يا أستاذة “سامية”، هل نبكي وخلاص؟
– الحياة تغيرت تغيراً غير طبيعي، وواجهتنا تحديات صعبة جداً لإدارة مجتمع يتغير بسرعة (مرحلة وزمان وجيل).
{ أين كانت دراسات الجامعة لفتاة من عطبرة العمالية؟
– درست المعامل في مصر وأكملت بجامعة السودان.
{  وبعد المسيرة الطويلة أصبح التيار الإسلامي محاصراً من العلمانية المنتصرة أو هكذا تبدو؟
– التيار الإسلامي له فضل على كل الأجيال في تغذية أفكار المجتمع.
{ بمناسبة التيار الإسلامي، هل الحركة الإسلامية هي الحاكمة للمؤتمر الوطني؟
–  الحركة موجودة في المؤتمر الوطني والأخير يعبر عنها سياسياً.
{ هل مرت الأزمة بسلام بين (أطراف ما) والحركة الإسلامية؟
– كانت هناك مذكرة إصلاحية، وليست ثورة أو زعل.
{ أنتم دائماً تعبرون بطريقة مختلفة عن الأزمات التي تعيشونها؟
– دي إشاعات، وممكن في وجهة نظري متعارضة، وهي طبيعية لتطوير نهج العمل تجاوباً مع إيقاع السريع للحياة من حولنا.
{ يعني ما في أي مشاكل داخل الحركة الإسلامية؟
– عمر الحركة الإسلامية 60 عاماً، فهل يعقل أن تكون بلا مشكلات أو أزمات.. وقد حصل اندياح للحركة في داخل المجتمع.
{ معناه قرار حل الحركة كان سليماً أليس كذلك؟
– (بدت منزعجة)، وقالت: ربما.. ربما.. ربما، ولكن ليس هناك فكرة تحل نهائياً، بل الذي يحدث هو خروجها بمواعين أخرى لمجاراة القضايا والأجيال.
{ هل يضم التيار الإسلامي الواسع أحزاباً لها خلفيات إسلامية كالاتحادي والأمة؟
– كثير من هذه الأحزاب لديها (جُعل) في تبني الأدبيات الإسلامية من وحي التيار العام الإسلامي.
{ هل أنتِ مع حل الحركة الإسلامية؟
– أنا مع تطور آليات الحركة لتتكيف مع كل زمان، وتضم معها أطيافاً ليس أشخاصاً، بل فكرة.
{ كيف تفهمين الديمقراطية؟
– الديمقراطية معرفة بمصطلحات مفهومة.
{ السؤال عن فهمك لها؟
– في رأيي أنها كلما استطاع المجتمع أن يحترم الآراء، ومن ناحية أخرى العدالة وممارسة الحريات هي جزء من بناء العملية الديمقراطية.
{ ما هو رأيك في الحزب الواحد في الساحة؟
– ليس هناك حزب واحد، بل حزب حاكم.
{ أنتم عبارة عن كيان شمولي؟
– دا ما صحيح، نحنا حزب حاكم من خلال دورة انتخابية فزنا فيها بأصوات الشعب.
{ أنتم حزب واحد، وحزب حاكم تسيطرون على كل أجواء العمل السياسي؟
– حزب حاكم يختلف عن حزب واحد.
{ ثم أضعفتم الأحزاب (بعمليات) معلومة – كما يتهم الكثيرون – والآن عرفتم الحاجة لأحزاب قوية في الساحة؟
– هذا غير صحيح، وأي سياسي واعٍ يعلم أن الأحزاب القوية عنوان لنجاح النظام القائم.
{ وقد نجحتم في إضعافها؟
– مش نجحنا، ولكن لا أحداً يطالبنا أن نطور خصومنا من الأحزاب، وإذا جاء إلينا من ارتضى الانضمام إلينا، فكيف نرفض، والسؤال هو لماذا خرجوا من هناك؟!
{ بصراحة كان من ضمن القناعات المال والسلطة؟
– (تضحك عالياً)، وتقول: الله يعلم هل هناك ثروة أم هذه آمال عريضة، وأحسن لهم أن يذهبوا للسوق فيه أموال أكثر من السياسة.
{ مع الشعارات الإسلامية، كيف يبدو الوضع على الأرض؟
– نحنا ما جئنا لندخل الناس الإسلام.
{ وكيف ترين المآل؟
– لن ننتهي؛ لأن حيوية توجهنا مبنية على مبادئ إسلامية، لا تتكئ على حدث مثل الثورة المهدية، أو فكرة الجماعة الختمية.
{ هل هي محاولات لإعادة صياغة الإنسان؟
– ما نقوم به هي اجتهادات، تصيب وتخطئ.
{ كل دعواتكم للتحول الديمقراطي مبنية على مفهوم الاستقطاب؟
– لا.. لا.. لا، ليست عملية استقطاب ومرجعيتنا الإسلامية فيها الحريات كافة.
{ ربما تتكلمين عن الحريات في العقيدة؟
– نعم في عقيدتي أنا لا ألغي الآخر، فكيف أنكر المستوى السياسي للحريات.
{ طيب المشكلة وين؟
– المشكلة في حدود هذه الحرية ومعناه العميق
{ إذا زاد إيقاع المظاهرات سلمياً وامتلأت الشوارع بالشعب ماذا أنتم فاعلون؟
– سبقنا الرئيس، وقال إننا مستعدون لترك السلطة إذا تأكدنا أنها أشواق ورغبة الشعب والشارع.
{ إذا كنتم تتكئون على انتخابات 2010م، فقد خرجت بطعم مسيخ كما يرى المراقبون؟
– مسيخة بتذوق المعارضة، وقد انسحبت من الانتخابات لتحفظ ماء وجهها.
{ خرج “أمين حسن عمر” بكلام واضح عن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة إذا…؟
– نعم انتخابات مبكرة، ولكن ما هي الدواعي.
{ كأنكم هذه المرة محتاجون لشوية ترتيبات؟
– ترتيبات شنو.. نحن جاهزين للانتخابات اذا قامت بكرة دي (مش بعد بكرة)
{ (سؤال هامس)، مين خليفة “البشير”؟
– دا سؤال موضة الأيام، ونحن حزب كبير، وله مؤسساته، وهو من يقرر خليفة “البشير”.
{ بشكل ما استطاع “البشير” مواجهة التحديات، هل لديكم نسخة أخرى لعبور المتاريس المتوقعة؟
– هذه سنة الحياة في التغيير (وعندنا زي البشير كتيرين).
{ هناك أحاديث عفوية تتردد بين الناس مثل (“البشير” يشبه السودانيين)، ولكن المؤتمر الوطني لا يشبهه؟
– المؤتمر الوطني جزء من الشعب السوداني.
{ فرضنا أن “البشير” أعلن انسلاخه من الوطني واتجاهه الكلي للجيش؟
–  لا لا لا.. ما بعملها؛ لأنه عمل خارج المؤسسية.
{ ليه؟
– لأنه لا يحتاج لها كخطوة، وهو بالفعل رئيس لكل السودانيين.
{ الرئيس “مرسي” تخلى عن عضويته ليكون رئيساً لكل المصريين، وجاء القرار في صالح شعبيته؟
– هناك فرق، إذا انسلخ كأنه تخلى عن الفكرة.
{ كيف يطرح الرئيس رأيه داخل المؤسسات الشورية للمؤتمر الوطني؟
– الرئيس ما عنده طرح تسلطي ونحن من الشاهدين.
{ هل بعض منسوبي الوطني يرهبون الناس بالسلطة؟
– أي شخصية باطشة لا تمثل المؤتمر الوطني، ولا أهدافنا، والتعويل الحقيقي في الفترة القادمة هو الحس الصحيح لعضويتنا.
{ هل لديكم قسم أم ولاء أم بيعة في الالتزام بخط الحزب؟
– هناك (قسم) لتنفيذ الالتزامات نحو الحزب.
{ كثيراً ما نسمع بتمرد للأعضاء في الوطني؟
– أي حزب له قدر من التمرد كدليل على الحراك يعطي حيوية للحزب.
{ إذا عاوزة تتعرفي على مظالم الناس (ضعي صندوق شكاوى) في أي محلية بشرط افتحي الصندوق بنفسك؟
– (ما عارفة).. ولكن كأفراد ممكن تحصل تجاوزات وأتمنى أن تكون هي القاعدة.
{ الحديث المهم، كيف الحسم؟
– نحن مصدومون من سلوك بعض الإخوان، ونعتمد على القواعد للتبليغ عن أي مخالفة من هذا النوع.
{ مصدومة مش كدا؟
– في النهاية نحن حزب كبير وسنحارب كل هذه الظواهر.
{ يمكن مقولة (ليس كل ما يلمع ذهباً) تريح شوية؟
– المؤتمر الوطني له فكره الأصيل، ودعوته المبنية على الحق، وأي عضوية لا تلتزم سوف تجد جزاءها بلا رحمة.
{ (عارفه) جزء مقدر من بنات السودان (يعملن) في الوردية الثالثة يعني بالليل؟
– أتمنى ألا تكون الوردية الثالثة من البنات، وإذا كن بنات أقول لهن (جدعات) لأن اليد العليا خير من السفلى.
{ هناك من يتهم حزبكم بالعيش على أموال الدولة السودانية؟
– دي تسمية إعلام أكثر منها حقيقة، تناقش وتكون ظلمت 5 ملايين عضو هم جملة عضوية المؤتمر الوطني.
{ ما هي مواردكم؟
– من الأعضاء، المهندسين، الزراع، الأطباء، المعلمين، رجال الأعمال، وكل الناس تقريباً.
{ بعض الآراء المطروحة من الناس نحو التغيير أن الوطني أحسن من غيره؟
– لا يشرفنا أبداً أن نكون أحسن السيئين، ونحن أصحاب إرث ودعوة وتجربة.
{ من الصعب لحزب حاكم أن يحارب الانتهازيين؛ لأنهم جزء من شروط حجمه الكبير؟
– الإحساس النقي الصادق للعضوية البسيطة قادر على عزل أي تصرف لا يليق بنا.
{ حسم الفساد علي مستوي المحليات مهم لان المواطن يستفيد منه مباشرة؟
– أتمنى صادقة أن يكون المسؤولون عن المحليات صادقين مع المواطن.
{ تتمنين؟!!
– فعلا أتمنى..
{ هل تفاجأتِ؟
– أقولها بكل صدق أي شخص أخلاقه لا تشبهنا حتى لو كان قيادياً في المؤتمر الوطني سوف لن تكون له مكانة.
{  تصفية الحساب بهذه الطريقة له ما بعده، هل أنتم مستعدون؟
– حزبنا لا يقف ولا تسنده (تكالات) بل على القواعد المخلصة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية