فوق رأي
والله تقول شنو
هناء إبراهيم
هذه هي الإجابة غير المنطقية للكثير من الأسئلة المنطقية. الجملة التي يستخدمها كثير من أفراد الشعب الجميل كإجابة بدون إجابة.
والله جد..
قبل يومين عرضت العديد من القنوات الخليجية حلقة من برنامج (دروب) بنكهة السودان وناسو، حيث قام مقدم البرنامج بتقديم الدعوة إلى كل شعوب العالم العربي للسياحة في السودان مستعرضاً بعض الوجهات السياحية.
في نهاية عرض جزئي لمظاهر الاحتفال بالزواج، تم تصوير مشاهد (البطان) الذي اشتهرت به إحدى المناطق أو قل القبائل وأكد المذيع على أن ثمة من يعارض هذه العادة ويرفضها.
بعدها أوقف مقدم البرنامج طفلين كانا يقودان (كارو رديئة يجرها حمار)عرفهما أنه من دولة الإمارات العربية المتحدة وطلب منهما نطق اسم دولته.
كما استعصت الوحدة على أرض الواقع المحلي والعربي، استعصى على أحد الأطفال نطق كلمة المتحدة..
على أي حال أوصلا الشاب الإماراتي مقدم ومخرج البرنامج إلى حيث الأهرامات تحت (سرد الشمس) وحكاية الحر وهو منهك تماماً وقد جف ريقه من العطش..
بعد أن تغزل في جمال هذه الثروة المهملة سأل (مسؤولة يبدو) : ما راح تعملون… (وقبل أن يكمل سؤاله أجابته: لا.. إن شاء الله) تلك لا التي على هيئة نعم.
علق: الدنيا حر، أرجوك وفروا ماء على الأقل.
سألها مجدداً مشيراً إلى الأهرامات: هل هذه الحضارة موجودة ضمن المقررات الدراسية والمناهج؟
أجابت: آاي والله بجونا ناس كلية الآثار من شندي والخرطوم وحتات كتيرة معاهم المشرفون والأساتذة.
تركها مع الوعود ثم ذهب يتحدث عن اهتمام الغرب بهذه الكنوز الأفريقية من قطع آثار ثمينة والفخر والاعتزاز بها في متاحفه كأنها ملك بلدانهم وانبهار العالم بها بينما عدم الإدارة واضح عندنا..
سجل بعدها زيارة للنيل والجروف والأسواق والناس وهو يكرر الدعوة نفسها قائلاً: إن هذا اللسان السوداني العربي المبين هو سفير العالم العربي في أفريقيا الغنية بأسباب الاستكشاف وأنه أكبر بعثة دبلوماسية تمثلهم في أفريقيا، وأن من يريد رؤية أفريقيا لكنه يخاف دهاليزها عليه زيارة السودان الجزء المصغر الآمن منها.
من العبارات التي قالها مقدم البرنامج إن لم يعد السودان سلة غذائنا فهو لازال سلة حبنا بأخلاقه وقيمه.
حين تجد خليجياً يروج للسياحة في بلدك وبلدك ما عايزة تستغل مساحات السياحة كما ينبغي أو كما يعامل العالم كنوزه الطبيعية.. فيسألك أصدقاء بعد متابعة الحلقة : إنتو ليه ما مستغلين النيل والأهرامات والحضارة وهذا الجمال وليه ما في اهتمام؟!
الواحد ما يلقى رد غير: والله تقول شنو..
يسألونك بما أن لديكم وزارة مختصة بالسياحة فلماذا لاتزال هذه الأشياء بهذا الشكل؟
تجيب: والله تقول شنو..
يسألونك: لماذا لا توجد مغريات سياحية محازية للطبيعة؟
الإجابة: والله تقول شنو..
يسألونك: ليه نحن ما عارفين أن لديكم أهرامات بينما المصري بين اسمه واسم والده لازم يخبرك عن الأهرامات وأبو الهول وفاتن حمامة؟
: والله تقول شنو
هي منح ربانية تحتاج فقط اهتمام وإدارة وعمل بحب.
مفارقة غبية أن نبخل على شيء وهو مكسب.
أقول قولي هذا من باب: ماذا نقول
و……..
سبحان الله وبحمده سبحان الله الع