مجرد سوأل
رمضان يا ناس طوالي كريم
رقية أبوشوك
أطل علينا شهر الخير والبركة … شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار … أيام الرحمة تجاوزت النصف الآن نسأل الله تعالى أن يشملنا جميعاً برحمته وأن يغفر لنا ويعتقنا من النار وأن يعيننا ويوفقنا للصيام والقيام.
ونحن في الشهر الكريم أتمنى أن يكون هذا الشهر فرصة للتسامح بين الناس وصلة للرحم وأن نمسح من الدواخل الغل وأن نسأله أن لا يجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا … يجب أن يكون الشهر الفضيل فرصة أن نتفقد أحوال بعضنا البعض … نشد من أزر المنكوبين وأن ننفق بدون من أو أذى أو رياء على المحتاجين … فالمحتاجون كثر ولكنهم أغنياء من التعفف علينا أن نبحث عنهم وحتماً سنجدهم حيث لا إفطار لهم فعلينا أن نساهم في الإفطار حتى نفوز بالأجر الذي تحدث عنه سيد الخلق أجمعين صلوات الله عليه وسلم ( من أفطر صائماً فله أجره ص).
الصيام فرصة للعبادة وإن كانت العبادة مطلوبة طوال العام ولكن شهر رمضان هو شهر القرآن الذي أنزل في ليلة خير من ألف شهر … ليلة تتنزل فيها الملائكة وهي التي أنزل فيها القرآن وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء … يجب أن نظفر بها ونعد لها العدة من الآن.
الله سبحانه وتعالى عظم الصيام وقال ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزى به) …. يا له من شهر عظيم فيه تكثر جلائل الأعمال وتتعرف حينها على قدر الكرام الذين ينفقون دون أن تتعرف عليهم لأن هدفهم أن العمل لله لا سواه … ليس بالضرورة أن تتعرف عليهم فالله يعرفهم.
وبالرغم من اختفاء الكثير من الموائد بالشوارع إلا أن البعض ما زال متمسكاً بهذه العادة الجميلة التي إن دلت فإنما تدل على الإيمان الكبير الذي يدعو إلى التكافل والتعاضد وإطعام من لا طعام له … فالسودانيون ما زال هنالك الكثير من الصفات الجميلة التي يتجملون بها …. كريمون بمعنى ما تحمل هذه الكلمة من معان وهم كما قالت عنهم :
ونقول للضيف تعال قنب
يقولك أصلى جاي براي
تمعتوا معي هذه المعاني الجميلة في الكرم السوداني وتلك التي تقول :
يلاقيك ديمة باسم
ويقولك لجوة قنب
ويكتر لك في العزيمة
ولأن شهر الخير والبركة بينا الآن نسأل الله تعالى أن يغفر لنا جميعاً … ولكم جميعاً أذكركم بهذا الإحساس الجميل كما تعودت أن أذكركم به كل عام:
رمضان في البيت إحساسو عجيب
اتوضأ أبوي وكورك يا ود
شمس الله هديك هسي بتغيب
شيل الفرشات.. ناديهو أخوك خليكا قريب
يا يمة أرح.. وين الليمون جك الآبري؟؟ يا ود أصبر جاهز وقريب
ونشيل ونخت ونخت ونشيل
فوق الشارع مرقوا الجيران اترصوا صفوف
يا حاج التوم كيف كان اليوم.. مالك يا حاج وشك مختوف؟؟
اتفضل جاي يا ود العم ويمين حرم ياخ إنتو ضيوف
صوت الأذان.. باسمك يا رب انبلَ الريق
وحلاة القعدة وسيرمس شاي والجبنة بجاي والكيف ملهوف
ونشيل ونخت ونخت ونشيل
أولاد الحي شالوا الباقات والنوبة وطار حاج إبراهيم
يا صايم قوم اتسحر قوم خليك هميم
يا صايم قوم ليك قيم
رمضان في البيت إحساسو عجيب
رمضان يا ناس طوالي كريم
بالله شوفوا الإحساس الجميل في سودان الكرم والضيف.