بعد.. ومسافة
الأخ الأستاذ مصطفى أبو العزائم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أولاً أحب أن أشيد بدورك الفعال في اللجنة القومية لتخليد ذكرى والدي عز الدين السيد وما حققته من إنجاز كبير في إدارة اللجنة الفرعية المختصة بالإعلام، وتحقيقك ضعف ما أوكل إليك من مهام بالرغم من الفترة الزمنية الوجيزة المتاحة، فلك مني كل التقدير.
في مقالك بتاريخ 2 يونيو طالبت بأن تكون اللجنة القومية نواة لمنظمة خيرية طوعية تحمل اسم منظمة عز الدين السيد الخيرية، لتتولى تنفيذ مشروعات تخليد الذكرى وأنا بصفتي ابن الفقيد أشكرك على هذه المبادرة الطيبة، وأحب أن أضيف إليها بعض الاقتراحات لمناقشتها في اجتماعات اللجنة القومية.
السودان دولة تذخر برجال أفذاذ ولهم إسهامات وإضافات عديدة محلياً ودولياً، منهم من رحل ومنهم من ينتظر، عملوا بتجرد في كثير من المواقع و بهدف واحد هو رفعة السودان وشعبه، والوالد عليه رحمة الله كان في حياته يفضل العمل الجماعي وحتى إسهاماته في القطاع الخاص قد تميزت بهذه الميزة الحسنة وحتى لا تتشتت الجهود ونقوم بإنشاء منظمة باسم كل شخصية وطنية ترحل عنا فإنني اقترح أولاً تعديل اسم المنظمة إلى “منظمة عز السودان الخيرية” وهو اسم فيه إشارة للمرحوم ولكنه أيضاً يمكن أن يشير إلى رجال السودان المميزين وهم بالطبع عز بلدهم وأن تكون المشاريع المقترحة الآن لتخليد ذكرى والدي الفقيد، هي بداية لعمل مستمر يخلد الشخصيات القومية الأحياء منهم والأموات بإقامة مشاريع تكون صدقة جارية لهم وفي نفس الوقت تخدم قطاعات عديدة من المجتمع السوداني. ويمكن تسمية المشاريع المختلفة باسم من نهدف لتكريمه وبذلك تكون منظمة عز السودان منبراً للعمل الطوعي يجمع كل أهل السودان وتكون لديها هياكل وإدارة مرنة وتراكم للخبرة وتوفر منصة تتداعى إليها كل مجموعة ترغب في تخليد ذكرى شخصية قومية تهمها، وتقوم المنظمة بنقل خبراتها وتوفر الجهد والوقت والمال للكثيرين ويكون التركيز على المشاريع العملية التي تحقق منفعة للناس وتكون صدقة جارية لعظمائنا الراحلين، وفي رأيي هذا العمل الجماعي يمكن أن يخفض التكلفة الاقتصادية للمشاريع الطوعية وكذلك يوسع دائرة المشاركة والمساهمة المالية لإنجاح المشاريع المستهدفة ويضمن استمرارية العمل.
الاقتراح الثاني هو إطلاق جائزة سنوية تسمى “جائزة عز الدين السيد للتميز الأكاديمي وريادة الأعمال تكون تحت مظلة منظمة عز السودان وتمنح لأفضل بحوث أكاديمية يمكن تطبيقها عملياً بواسطة القطاع الخاص، فالمرحوم كانت له اهتمامات واسعة بالتعليم العالي وقد ساهم بفاعلية في إنشاء وتطوير العديد من الجامعات وأيضاً كانت له مساهمات مقدرة في المجال الاقتصادي. فقد قاد وزارات اقتصادية وترأس مجالس إدارات بنوك وشركات خاصة وكانت له بصمات واضحة في الربط بين الحكومة والقطاع الخاص والجائزة تهدف إلى ربط النشاط الأكاديمي، بالواقع الاقتصادي وخلق جسر للتواصل بين الجامعات والقطاع الخاص وتشجع الابتكار ومفهوم ريادة الأعمال الذي يمكن أن يقود الاقتصاد في المستقبل ويخلق فرص عمل إنتاجية حقيقية للخريجين، والله ولي التوفيق.
ولك مني الشكر والتقدير
مهندس / إسماعيل عز الدين السيد
Mustafa Abuelazayem