رأي

عز الكلام

ونسألهم عن الفكرة!!
أم وضاح
 
أي برنامج تلفزيوني أو فعالية إعلامية يكون نواتها الأولى هي (الفكرة) بمعنى ما هو الهدف أو الرسالة التي يراد توجيهها من خلال البرنامج، ثم بعد ذلك تأتي المعينات لإيصال الفكرة إلى الطرف الآخر، وأعني الجمهور والمشاهدين والمعينات لإتمام الفكرة هي أيضاً جزء مهم وأساسي في هذه المعادلة خاصة فيما يتعلق بالجوانب المادية والإنتاجية، واختيار (اللوكيشن) والضيوف ومقدم البرنامج ليفصح كل هذه العوامل هي أجنحة وذيل (طائرة) الفكرة لتطير بأمان وتصل بسلام إلى موانيء الرسالة والقيمة التي تحملها!! سألت نفسي سؤالاً لم أجد له إجابة وأنا أشاهد حلقات برنامج (وتر عربي) الذي تقدمه الزميلة والصديقة “سلمى سيد” عن الفكرة في هذا البرنامج الذي رصدت له الشركة المنتجة مبالغ مالية دولارية مهولة، هل الفكرة هي أن نصل بالفن السوداني إلى أذن المستمع العربي؟؟ هل الفكرة أن نقول للعرب إننا نسمعكم وعليكم أن تسمعونا؟؟ هل الفكرة أن نجذب الآخر لأغنياتنا ونجبره على احترامها وترديدها.
هل الفكرة أن نواصل ونؤكد أن السلم السباعي والخماسي جاء من رحم واحد؟؟ بصراحة أياً من هذه الأفكار لم يكن له من وجود على أرض الواقع، وفكرة البرنامج وهدفه حتى الآن التأصيل والتسويق للفنانين والممثلين المصريين على شاشة سودانية بدليل أن اختيارات الضيوف المصريين تمت عن جهل مطبق لدرجة الاستفزاز للفن السوداني والثقافة السودانية، وراقصة البالية “علا رامي” جلست خالفة كراع على كراع وهي لا تعلم أبسط المعلومات عن الآخر الذي تطل من خلال شاشته “نسرين الهندي” غنت بالمصري وحاولت أن تجود وتجيد عشان تثبت شنو ما عارفة، ثالثة الأثافي حلقة “شعبولا” الفنان الذي لا قيمة له حتى على مستوى الفن الشعبي المصري فهو ليس “أحمد عدوية” ولا “فاطمة عيد” ولا “عبد الباسط حمودة” وده كله خليه على جنب والرجل لا يعرف من الفن السوداني إلا كلمات عن أغنية قال اسمها سميرة (آجي يا سميرة) هذه إساءة للفن السوداني لأن الاختيارات لم تكن لشخوص  يعرفون قدر الفن السوداني، وكانت ستكون المخرجات غير لو أن الضيف “محمد منير” الذي غنى الدائرة للإمبراطور “وردي” ولو أن الضيف “محمد فؤاد” الذي تعدى على رائعة “شرحبيل” (الليل الهادي) حتى “عاصم البنا” شاهدته في الترويج يتغنى بأغنية بالسلم السباعي وهو يعلم تماماً أن هذه الحلقة لن تبث على الـ(أم بي س) أو (روتانا)، طيب عايز يقول شنو؟؟ الفكرة شنو؟؟ والهدف شنو؟؟
أنا شخصياً أعتقد أن هذا البرنامج حتى الآن يروج لغير الفن السوداني بل أنه يقدم خدمة لوزارة الثقافة المصرية تجعله مستحقاً لشهادة تقدير منها كيف لا، وهو يوطن ويكرس ويبث الثقافة المصرية والفن المصري والنجوم المصريين، في مجتمع تسببت غياب الدراما السودانية فيه وهجمة الفضائيات العربية عليه في استلاب الكثير من انحياز المشاهد للمنتج الثقافي الإبداعي السوداني الذي لا زالت تمثل الأغنيات فيه حائط الصد الأول والمدافع الأخير عن مخزونه الثقافي الإستراتيجي وهويته وبصمته.
في كل الأحوال وأنا أعرف الأخت “سلمى” جيداً لا أدري كيف لم تنتبه لانزلاق البرنامج هذا المنزلق وهي التي ساهمت في التوثيق لفنانين كبار من خلالهم قلنا للعالم العربي أننا أسياد الغناء كلماتٍ وألحاناً وأداءً وللأجهزة في (الشروق) أقول كيف فات عليكم هذا الترويج لثقافة الآخر ونحن نبحث عن نفاج نقول من خلاله للعالم أننا هنا موجودون حتى لو حاول البعض أن يتجاهلنا عن عمد أو قصد وللإخوة في الشركة المنتجة أقول( العنده قرش محيرو يجيب حمام ويطيرو)!!
{ كلمة عزيزة
نقلت الأخبار معاناة السودانيين العالقين في مطار القاهرة بعد أن (شرتم) الخطوط الجوية السودانية لمدة ثلاثة أيام وكلنا نعلم ظروف العائدين من إجازاتهم أوت لأجل العلاج هناك، تحدث هذه الفضيحة و(سودانير) وإدارتها تحاول أن تصور وتدعي البطولات بأخبار من شاكلة جيبنا طائرة أيرباص أو عادت تحلق من جديد في مطار أبوظبي ما حدث لشركة سودانير جريمة كاملة، لكن لا أحد يريد الاعتراف بذلك ليتفرق دمها بين أكثر من جهة وأكثر من شخص، ولا أحد يريد أن يقتنع أن هذه المؤسسة هي مؤسسة سيادية يفترض أن تجد كامل الحماية وكامل الحصانة وأن تدار بشكل احترافي يطيح بالمتسلقين والمتساهلين والمستفيدين من تشليع سودانير وبيعها خرد لصالح جهات أخرى امتلكت الأجواء في غياب الناقل الوطني، وكلامي واضح ومفهوم رحم الله (سودانير) بقدر ما قدمت في زمان مضى وألزمنا الصبر والسلوان.
{ كلمة أعز
ما يؤكد فرضية أن الأسباب التي أدت إلى أزمة الوقود قبل أيام هي أسباب غير صحيحة الانفراج الواضح فيها وخلو طلمبات الوقود من الازدحام يعني القصة مش هلع وزيادة في أعداد العربات، كما قالت وزارة النفط وأكبر دليل على أن الأسباب التي أدت إلى انقطاع الكهرباء هي أسباب غير منطقية هي التحسن الواضح في الإمداد منذ بداية رمضان ومؤكد أن وزارة الكهرباء لا تملك عصا سحرية ضربت بها على المولدات فتبخرت الأزمة، البحث عن أسباب الأزمات والمتسببين فيها هي بداية حلها ووضع حد لنهايتها تماماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية