رأي

بعد.. ومسافة

شيكان والتغييرات الأخيرة
مصطفى أبو العزائم
 
إلى وقت قريب قد لا يتجاوز الأربعة عقود لم تكن لصناعة التأمين في السودان إحصائيات علمية يمكن الاستناد عليها في التعريف بهذه الصناعة التي تعتبر نشاطاً اقتصادياً مهماً له أثره المباشر في التنمية الاقتصادية، وقد شهد هذا المجال تطورات مهمة خلال عهود الحكم الوطني المختلفة، بحيث ظهرت مدارس تأمينية متعددة، منها التي ينادي بالاندماج الكامل مع النظرية الرأسمالية، والعمل وفق تحرير السوق التأمينية، ومنها التي  عملت على أن تدثر التأمين بدثار الاشتراكية الأحمر مع هيمنة الدولة الكاملة عليه، ومنها المدرسة التي تقوم على مبدأ التعاون، ثم جاءت مدرسة التأمين الإسلامي، وهذه تعتبر شركة شيكان للتأمين واحدة من مؤسسيها، ويرجع الفضل في كثير مما تحقق في هذا الجانب لمديرها العام الأسبق الشيخ الجليل “عثمان الهادي” أمد الله في عمره ونفعنا بعلمه ومعارفه وخبراته.
والتأمين كما نعرف جميعاً هو مشاركة وتكافل بين المؤمن والمؤمن له، لأنه عبارة عن وسيلة يمكن من خلالها لفرد أو جماعة من الناس يواجه أو يواجهون أخطاراً معينة، أن يتفادى وأن يتفادوا الخسائر المادية الناتجة عن تلك الأخطار عن طريق التعويض من الاحتياطي الذي يتكون من مجموع الأقساط المدفوعة من الذين يقومون بالتأمين على الممتلكات والأموال.
قبل أيام أصدر السيد الفريق أول ركن “عوض ابنعوف” قراراً بصفته رئيس مجلس الإدارة المركزية للهيئة الوطنية الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة، قضى بإعفاء العضو المنتدب لشركة شيكان للتأمين، وتكليف أحد أبنائها الذين وقفوا وشاركوا في نشأتها وبنائها، وهو الأستاذ “عبد المحسن عبد الباقي سراج” ليحل محل العضو المنتدب السابق، وهو ما يعتبره أبناء شيكان اعترافاً بقدرات وكفاءات العاملين بهذه الشركة، خاصة وأن مدير الشركة الجديد الأستاذ “عبد المحسن” يعتبر من ركائز التأمين الإسلامي، وقد قاد سفينة التكافل الذي انتشر ليدخل تحت مظلته كل عمال السودان دون استثناء من خلال اتحاداتهم العامة والولائية. واستظلت كل القطاعات المهنية تحت مظلة التأمين، وقد اهتمت قيادات هذه الشركة النموذج بكل القطاعات، ويشهد أهل الإعلام أكثر من غيرهم بذلك وباهتمام الشيخ الجليل الأستاذ “عثمان الهادي” بذلك الأمر الذي اعتبره جزءاً من مشروع بناء الدولة الحديثة، وقد كان المدير الجديد الحالي هو أحد اقرب معاونيه الذين يثق بهم وبقدراتهم.
ويعرف أهل الصحافة والإعلام كيف اهتم السيد “عبد المحسن عبد الباقي سراج” بأمر التواصل مع الإعلام لنشر الثقافة التأمينية والطرق المستمر على أهمية الإعلام، لكن تلك الصلات انقطعت أو كادت أن تنقطع في الفترة الأخيرة بين شيكان والإعلام الذي اهتم بها بحسبانها رائدة وقائدة تتحمل المخاطر الاقتصادية الكبيرة وتقود عجلة العمل التأميني وتثقيف المجتمع وتعريفه بأهمية التأمين.
من واقع علاقة خاصة وقديمة بـ(شيكان) أجد نفسي مديناً بتقديم أسمى آيات التقدير للسيد الفريق أول “عوض ابنعوف” وزير الدفاع على هذه القرارات التي تبين مدى اهتمامه بهذا النشاط الاقتصادي المهم، لأن الاهتمام بشيكان هو اهتمام بتطوير هذا النشاط الحيوي، مع كل احترامنا للقيادة الجديدة التي نأمل أن تواصل العطاء لصالح الوطن والمواطن.
اللهم أغفر لنا وتب علينا وارحمنا وأعف عنا يا أرحم الراحمين.. آمين.
.. و.. (جمعة) مباركة

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية