مسألة مستعجلة
عندما يتحدث شيخ “علي”
نجل الدين ادم
بعد صمت طويل عن السياسة أخرج النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه” حديثاً جريئاً، نبه فيه لتطاول أمد انتظار الشعب السوداني لمخرجات الحوار الوطني. وحذر من أن ذلك يمكن أن يضيع ثمرات الحوار، ومضى إلى تشبيه حالة الانتظار هذه بانتظار (شنطة الحاوي)!.
رسالة عميقة قالها سعادة النائب الأول السابق وهو يُذكر المتحاورين بهذه الإشكالية وعاقبتها، وحديثه وبما أنه السياسي المحنك والعالم ببواطن الأمور السياسية، ينبغي أن يقف عنده المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية، كراعٍ وداعٍ لهذا الحوار الذي انفض سماره في انتظار اللمسات الأخيرة.
“طه” قال إن المعنى الأكبر والأسمى لإطلاق دعوة الحوار بدأت تضيع لكون أن الفكرة الرئيسية للحوار بأن تعتمد منهجاً للحياة اليومية في السودان، وليس بأن يكون قاصراً على مجموعات وأحزاب سياسية ومرتبطاً بميقات زماني. الجزئية قبل الأخيرة المتعلقة بأن يكون مرهوناً بمجموعات أصبحت هي واقع الحال، ويبدو أن حالة الانتظار اللامحدود يراد منها التحاق فصيل أو حزب معارض، وهذا المبدأ شأنه أن يجعل جهد المتحاورين وتوصياتهم معلقة في الهواء في انتظار الفرج، وهو فرج دخول أو انضمام قوى جديدة. فكل ما لاحت بارقة أمل أو بشر الوسيط الأفريقي “ثامبو أمبيكي” بقادمين جدد أو لقاء مرتقب بهؤلاء، تباطأت خطوات الحوار ومخرجاته.
أتمنى أن يتم تجاوز كل المغريات المتعلقة بدخول قادمين جدد أو غيرها إلى المضي قدماً بنتائج الحوار إلى نهاياتها، بعد أن عكف عليها المتحاورون شهوراً وأياماً وتوصلوا إلى توافق معقول بشأن كل القضايا التي تشغل الناس. هذا التوافق الذي تم التوصل إليه يحتاج إلى توافق أكبر وأن يتم رفع التوصيات إلى رئيس الجمهورية بوصفه الراعي والداعي للحوار، ومن ثم دعوة كل الأحزاب والقوى السياسية وغير السياسية إلى الجمعية العمومية للحوار لتقول كلمتها النهائية بشأن المخرجات التي خرج بها المؤتمر وأجازتها بنداً بنداً لتأخذ بذلك طابع الشمول ومن ثم جعلها برنامج عمل على أرض الواقع. ولضمان إلحاق كل من يرغب في الحوار في أية لحظة من اللحظات علينا أن نترك الباب فاتحاً، ونطرح ما توصلت إليه الجمعية العمومية على القادمين، ليحددوا رأيهم النهائي في الانضمام أو عدمه، والله المستعان.