"ميادة سوار الدهب".. الرد الديمقراطي!
عادل عبده
أوركسترا النيران الصديقة في حزب الاتحاد الديمقراطي الليبرالي أطلقت لحناً هجومياً وعدائياً على الدكتورة “ميادة سوار الدهب” رئيس الحزب خلال الشهور الفائتة في الوسائط الإعلامية والأسافير، مفادها أن الدكتورة “ميادة” خسرت الرئاسة من خلال انقلاب محكم من الداخل قضى على صولجانها وظهورها الساطع في الساحة.
طبخة الشائعة لم تكن مستوية، حيث ارتكزت على حجة فطيرة وتوقيت خاطئ وخطاب ملغوم، لذلك لم تستطع البقاء طويلاً في العقل السياسي الحصيف، فكان مصيرها الدخول في غياهب النسيان والتهكم، فالكذبة الموتورة على حبائل الكمد والعدوانية تتراقص كفراشة حائرة تصطدم بالمصباح المتوهج وتموت بالاحتراق.. ذلك ما حدث بالضبط لتلك الهجمة الغادرة التي حاولت استهداف الدكتورة “ميادة”.
المواجهة الصحيحة لحروب النيران الصديقة في الأحزاب السياسية يجب أن تواجه بالمنهج الديمقراطي والبرنامج التنظيمي المواكب، وتفجير الطاقات الكامنة بدلاً عن استخدام الملاسنات والزعيق والمكايدات.
في الصورة المقطعية، نظم حزب الاتحاد الديمقراطي الليبرالي مؤتمره العام بقصر الشباب والأطفال في الأيام الفائتة، فكانت الصورة زاهية والحدث ملحمياً، فقد احتكم أعضاء الحزب إلى القواعد وقدموا بضاعتهم على أهل الاختصاص كيما يقولوا كلمتهم حول دفتر الأداء ويحددوا مسارات البوصلة في المستقبل.. وقد اختار المؤتمر العام الدكتورة “ميادة سوار الدهب” رئيساً، فضلاً عن تصعيد الذين حازوا على ثقة الجمعية العمومية في هياكل الحزب، وقد جرى المؤتمر العام في مناخات من الهدوء التام والمداولات الثرة، وبذلك كان الرد ديمقراطياً وحكيماً على أصحاب تلك الشائعات الملغومة.
خطوة قيام المؤتمر العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الليبرالي تعدّ صورة حافلة بالدلالات والمعاني الفريدة، فالمؤسسة الحزبية التي تنجح في تنظيم مؤتمرها العام تنال التقدير والتبجيل من المسرح السياسي السوداني، وتؤكد عافية جسدها وقوة عزيمتها واستعدادها لمقارعة الخطوب والبلايا.
أمام الدكتورة “ميادة” وطاقم القيادة في الحزب تحديات جمة ومسؤوليات ضخمة تتمثل في تشكيل مدرسة حقيقية لاستخلاص العبر والدروس من التجارب السابقة، فضلاً عن دلق المزيد من الحيوية والشفافية في عروق الحزب وتكثيف فرص التجريب والتصعيد واكتساب الخبرات للعديد من العناصر الحزبية.. وأيضاً لابد من دعوة الذين خرجوا من الاتحاد الديمقراطي الليبرالي إلى ضرورة الرجوع للأسوار مرة أخرى والتزام القيادة بفتح الطريق أمامهم بكل سهولة ويسر، فالإشكاليات والاحتقانات توجد في كل الأحزاب السياسية وبالقدر ذاته توجد المصالحة والعتاب وتطهير الجسد من نشوة الانتقام وتركيع الخصوم.