رأي

عز الكلام

اتحاد أصحاب العمل.. غياب في زمن يحتاج كامل الحضور
أم وضاح
 
واحدة من أجمل وأنبل قيم الشعب السوداني هي قيمة التكافل والتعاضد والتراحم التي تربط أفراده بعضهم البعض، وهذه القيمة نتلمسها في تفاصيل حياتية تمر علينا صباحاً ومساءً تحت عنوان (الجود بالموجود) وكفاية جداً مظاهر الكرم الفياض الذي لا زال يبذله الغبش رغم رقة الحال وضيق ذات اليد وقرى كثيرة على امتداد شوارع الأسفلت الممتدة من الخرطوم إلى الولايات يقطع السودانيون الطريق على مرتاديها ليتقاسموا شوية بليلة أو صحن عصيدة مطعم بملاح تقلية، لكنني في ظل الانبهار بهذا المشهد أتساءل أين هذه القيم من مؤسسات وجهات تستطيع أن تفعل أكثر وتساهم بشكل أكبر في حراك مجتمعي يقود دفة العمل الإنساني في بلد تجد عند كل محطة فيه لافتة فيها ما فيها من المعاناة والمشاكل التي تبحث عن الحلول، واحدة من هذه الجهات (المجهبذة) ما يسمى باتحاد أصحاب العمل وهو اتحاد فخيم يحوي أسماء لامعة وشبعانة لمن بس، مؤكد أن لهذا الاتحاد ميزانيات كبيرة من عائد اشتراكاته ومدخوله السنوي، لكنه رغم ذلك غائب تماماً عن المشهد السوداني الإنساني، يعني يطرشني ما سمعت أن اتحاد أصحاب العمل مثلاً دفع نظير المساهمة في المستشفى الفلاني أو أنه قاد دفة المبادرة لقضايا حقيقية المال يمثل الوقود الحقيقي لقاطرتها، زي قضايا المخدرات وسط الشباب أو أطفال الهامش الذين تنتهك طفولتهم، أو حتى أطفال السرطان الذين لا زال حلم بناء مستشفى خاص بهم من الأحلام التي قد تضع حداً لمعاناتهم المبكرة على سنوات عمرهم الندية.
نعم، اتحاد أصحاب العمل مؤسسة كبيرة بحسابات الأوزان التقيلة التي تقود دفة العمل فيها وفي ذلك قد تنافس حتى شركات الاتصالات التي أسهمت مؤخراً في حراك مجتمعي حقيقي كثر أو قلّ كتر خيرها أنها تقوم به.. طيب يا جماعة الخير لماذا يظل هذا الاتحاد في برج عاجي بعيداً عن هموم مجتمع هو منه حتى لو كان أعضاؤه من أصحاب الكرفتات الأنيقة والعطور الفاخرة والسيارات الفارهة، وعهدنا بالزول السوداني أنه مهما اغتنى أو تضخمت ثروته لا ينفصل عن جذوره وعن أصله، وأنا أعرف كثيرين بشكل شخصي منحهم الله بسطة في الرزق حلالاً من كسب أيديهم لكنهم لم ينكروا ولم يتنكروا للبسطاء الذين جاءوا منهم، بل قدموا وبشكل مباشر ما حرك الساكن في مجتمعاتهم، لكن يبقى كل ذلك محصوراً بشكل منفرد، وبالتأكيد يد الجماعة أفضل وأبرك وأنفع من يد الفرد، فلماذا لا يساهم هذا الاتحاد ويتنزل إلى مشاكل مجتمع تتضاعف وتكبر كما كرة الثلج كلما تدحرجت ذات صباح!! بالمناسبة رأيي الشخصي أن سبب جمود مثل هذه الكيانات أنها تظل رهينة أسماء بعينها لا تتزحزح ولا تتحرك، وحظها دائماً أن تعاد فيها الثقة في دورات متعددة، وربما تكرار هذه الدورات هو واحد من أسباب الرتابة وجمود الأفكار الذي يجعلها مفصولة عن واقع مر هو المذاق الحقيقي لما يتناوله المواطن في معظم وجباته اليومية.
في كل الأحوال أرجو أن نسمع ونشاهد ونقرأ عن مساهمات حقيقية للأخوة (المرطبين) في اتحاد أصحاب العمل خاصة والدنيا رمضان، الشهر الذي تتنزل فيه الرحمة وترفع الأعمال إلى السماء.
{ كلمة عزيزة
أمس الأول شهدت معظم أحياء الخرطوم انقطاعاً في المياه، وذلك لم يكن مفاجئاً لي شخصياً لأنني ما عدت أثق في تصريحات المسؤولين الذين أصبحت تصريحاتهم مجرد زبدة تمحوها شمس النهار، وأكبر دليل على ذلك قطوعات الكهرباء رغم وعود السيد “معتز موسى”، وفي مثل هذه الحالة لا نوجه الحديث إلا للأخ الرئيس شخصياً بحسم هذا القصور وهذه الفوضى، فما عاد للمواطن نصير سوى الرئيس.
{ كلمة أعز
سحب وزير التعليم المصري نسخة امتحانات الثانوية المصرية المكشوفة وحتى النسخة (الإسبير)، وضرب موعداً للامتحانات في نهاية الشهر.. هكذا يتعامل المسؤولون مع القضايا بجسارة وصرامة، وعندنا تدغمس الحقائق ونشاهد فواصل (اللولوة) واللعب على الحبال!! بالمناسبة قضية امتحاناتنا المكشوفة وصلت لحدي وين يا دكتورة “سعاد”؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية