مسألة مستعجلة
ما اتكهربنا!!
نجل الدين ادم
لا أعرف على أي افتراض قطعت وزارة الكهرباء وشركة التوزيع وعداً للمواطنين بأن لا قطوعات في الخدمة البتة في شهر رمضان الكريم. خلال الفترة الماضية سلّم الناس بواقع الحال وارتضوا برمجة قطوعات تخرج الأسرة والمصانع والشركات عن الخدمة لـ(10) ساعات وفي عز ارتفاع درجات الحرارة، كان الصبر الجميل وقوة التحمل على أمل أن ننعم بإمداد كهربائي مستقر في الشهر الفضيل كما وعدونا ناس الكهرباء بذلك وأكدوا لقيادة البلد. لكن عشمنا هذا اصطدم بواقع مغاير منذ اليوم الأول، وخرجت أحياء عدة عن خدمة الكهرباء، كان العذر حينها أن الأتربة العاتية التي ضربت الخرطوم ربما هي السبب في استمرار الانقطاع في عدد من الأحياء التي يعرفها ناس الكهرباء، ولكن أن يستمر الحال حتى قرب نهاية اليوم فإنه ما يدعو حقاً إلى التساؤل والمساءلة، عندما عادت كهرباء، وبعد حراق روح جاءت ضعيفة ضررها أكثر من نفعها، الكثير من الأسر آثرت أن تستغني من الخدمة بدلاً عن أن يكون أحد الأجهزة الكهربائية هو الضحية فتقضي عليه بتردد كهرباء عالٍ.
ليلة أمس الأول وأنا في طريقي إلى المنزل لاحظت أن عدداً من الأحياء في منطقة الديوم الغربية خارج الخدمة، وعندما مررت بحي الأزهري كانت أجزاء منه أيضاً خارج خدمة الكهرباء، ربما تمتعوا بالكهرباء نهاراً لكن ما أن انتهى الإفطار حتى عادت حليمة لقديمها. عدم الالتزام بالوعد فيما يتعلق بالكهرباء انعكس سلباً في انعدام خدمة المياه في أحياء عدة في الخرطوم وأم درمان خاصة.. تخيلوا وحرارة الشمس تصل لـ(43) درجة، الناس تفقد أهم خدمتين هما الكهرباء والمياه فُالكل يعرف أنهما شريان الحياة.
ليس من حي من أحياء الخدمة ينعم بكهرباء مستديمة اليوم كما وعد ناس الكهرباء، وحتى من نعم بها فإنها تأتي ضعيفة لا تقوى على تشغيل كل الأجهزة الكهربائية الحيوية.
السادة نواب البرلمان، علمت أن وزير الكهرباء سيحل ضيفاً على المجلس الوطني اليوم للرد على أسئلة مستعجلة.. الغريب في الأمر أن عدم الالتزام بوعد استدامة الكهرباء في شهر رمضان ليس من بين المسائل المستعجلة والأسئلة التي سيرد عليها الوزير.
قد لا يعرف مسؤولو الكهرباء حجم الخسائر التي أحدثتها ربكة الخدمة خلال اليومين الماضيين، وبتردد التيار فإن أجهزة كهربائية تعطلت وتلفت جراء ذلك.. متى سيقرر البرلمان استدعاء الوزير على هذا التناقض؟!
على أي حال، نأمل أن يستقيم الحال ونسمع أو نحس باستقرار كامل في خدمة الكهرباء حسبما وعدنا.. والله المستعان.