التفاصيل الكاملة لاختراق المجال الجوي السوداني
لم تكن الأولى من نوعها
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
جمله من الأسئلة والاستفسارات فرضت نفسها عقب إعلان القوات المسلحة في بيان لها أمس (الخميس)، أن اختراقاً جوياً للبلاد، قد تم من قبل منظمات، في يومي (17) و(20) من الشهر الماضي، ما الهدف من هذا الاختراق؟ وهل تم رصد تجاوزات مماثلة من قبل، أم هي المرة الأولى، وما هي الخطوة اللاحقة، بعد التثبت من الاختراق وما الجهة التي قامت به؟ .
بيان الجيش الذي نشر في صحف الأمس، لم يحدد هوية الطائرات مكتفياً بالقول بأنها طائرات تتبع لمنظمات.
البيان أثار الكثير من الجدل والاستفهامات خاصة الإعلان المتأخر عن تاريخ الاختراق الجوي، ولماذا خرج البيان بعد أيام .. وهل الغرض منه إرسال رسائل لجهات بعينها؟ وهل أمن البلاد يتعرض لخطر جدي؟ والكثير من الاستفهامات جعلت (المجهر) تنقب وتقلب من أجل الوصول لإجابات .
بيان الجيش
القوات المسلحة أعلنت في بيانها الممهور بتوقيع ناطقها الرسمي العميد “أحمد الشامي” عن اختراق المجال الجوي للسودان من قبل طائرات تتبع لمنظمات دولية، دون الحصول على إذن مسبق. وأثار بيان الناطق الرسمي العديد من التساؤلات عن هوية هذه الجهات، وعن كيفية دخولها للأجواء السودانية، ومن أي الجهات؟.
وبحسب البيان الممهور باسم الناطق الرسمي فإن أجهزة المراقبة الجوية قد رصدت في يومي 17 و20 مايو الجاري، اختراقاً للمجال الجوي السوداني من قبل طائرات من طراز (إليوشن 76) تتبع لمنظمات دولية وإقليمية، دون الحصول على إذن مسبق.
واعتبر “الشامي” أن اختراق المجال الجوي دون إذن يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة ومخالفة صريحة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، التي تنظم حركة الملاحة الجوية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة ستتعامل بكل حزم، مع أي طائرة لا تتبع الإجراءات السليمة للحصول على التصريح والإذن المسبق، باعتبارها هدفاً جوياً مشروعاً طبقاً للبيان.
تفاصيل الاختراق
وبحسب مصادر وثيقة، تحدثت لــ(المجهر) فإن الطائرات التي أشار بيان الجيش إليها، تتبع للأمم المتحدة وهي طائرات شحن دخلت المجال الجوي أكثر من مرة، وطارت في أجواء غرب السودان . وأن وزارة الخارجية السودانية، استدعت ممثل الأمم المتحدة وأبلغته اعتراضها على هذا النهج، معتبرة أن الأمر يعد انتهاكاً واضحاً للأعراف الدولية وقوانين الملاحة. وعنفت الخارجية ممثل الأمم المتحدة، على سلوك المنظمة الدولية .
وأضافت ذات المصادر بأن أجهزة المراقبة والتي باتت متطورة تجمع أجواء السودان بشكل موحد. وآي طائرة تخترق الأجواء تظهر ماركتها وجهتها بالرادار، مشيراً إلى أن هذه الطائرات اشتبه في قيامها، بتوصيل مؤن للمتمردين، خاصة، مما قد يطيل أمد الحرب.
وبحسب المصادر فإن أجواء السودان تعرضت للاختراق في أكثر من مرة في السنوات الماضية، أبرزها ضبط مروحية بغرب السودان إبان حكم “القذافي” ودعمه للمتمردين، بالإضافة إلى حادثة طائرة كينية اخترقت أيضاً الأجواء الجوية، قبل سنوات .
وطمأنت المصادر بأن الدولة بها درجة تأمين عالية، وأن ما حدث لا يعدو كون طائرات شحن دخلت بطرق غير مشروعة، مشيراً إلى أن خطورتها قد تكمن في حال استخدام هذه الطائرات في نقل المؤن والأسلحة للمتمردين، مما يعطل عملية السلام ويطيل أمد الحرب.
قصور وعدم تنسيق
بينما أكد الخبير الأمني وعضو الحركة الإسلامية العميد (م) “صلاح كرار” حديثه لـ(المجهر)، بأن أية طائرة اخترقت المجال الجوي دون الحصول على إذن دخول، من حق الجيش أن يتدخل لحسمها بالضرب حال لم تهبط للتحقيق .
وبحسب خبراء فإن الأحداث الأخيرة قد تعقد من وضعية المنظمات الدولية بالبلاد خاصة في ظل عدم توفر الكيمياء بينها وبين الخرطوم، والتي طالما حملت العديد من المنظمات الأجنبية مسؤولية تشويه صورة البلاد خارجياً، بعكسها لأخبار كاذبة عن أمن دارفور. وقبل سنوات طردت الحكومة السودانية أكثر من (10) منظمات دولية في أعقاب الاتهامات، التي طالت عدة رموز بانتهاكات في دارفور، وفي ظل عدم الأمان والثقة ما بين الطرفين، فإن الوضع قد يخلق أزمة حال جددت الأمم المتحدة تصرفاتها بدخول طائرات، بدون الحصول على إذن دخول من الطيران المدني السوداني المعني بتأمين المسارات الجوية السودانية.