فوق رأي
نفد رصيدكم
هناء إبراهيم
أعتقد، وبعض الاعتقاد (يخرب بيتو)، أنه قد يصل تمدد التواصل الإلكتروني وتذبذب التواصل الطبيعي، إلى حد أن تصلك رسائل بريدية تقول (تبقى لك واحد بالمائة من الإهمال وتفقد تواصلك بشكل كلي مع العالم الحقيقي).
يوجد مطعم في لوس أنجلوس اسمه (إيفا)، هذا المطعم مختلف بشكل مختلف.
يعني مختلف كذا مرة..
قوانين هذا المطعم تجعلك تتناول الطعام بخصم وتخفيض جيد جداً، لو أنك جلست وتناولت وجبتك بدون هاتف.
بهدف تشجيع الزبائن على إجراء محادثات مع بعضهم بدلاً عن انشغالهم بهواتفهم (اسم طالعين مع بعض).
الجيد أكثر هو أن زبائن هذا المطعم تجاوبوا بشكل مدهش مع سياسته، وصرحوا أنهم صاروا يقضون وقتاً أفضل أثناء تناول الطعام.
طبعاً تتفاوت نسبة الأفضلية حسب القيمة العاطفية للشخص الذي خرجت برفقته.
ثمة شخص وبدون حسبة التخفيض أعلاه، تجد نفسك مرغماً أمام حلاوة رفقته على التخلي عن الهاتف وكل ما من شأنه إبعادك عن سماه.
تشبع برؤيته مع أنك ما بتشبع منو..
وللأمانة يوجد في تشكيلة البشر شخص (واقف ليك هنا) لو لم يكن معك تلفون لانشغلت بسقف المكان أو ألوان الجدران أو أية مصيبة زمان حتى لا تقف عنده كثيراً..
صاحب المطعم أعلاه لو جلس معه دقيقة ونصف لطلب منك اصطحاب هاتفك ولمنحك تخفيضاً ونصيحة مفادها (ما تباري الزول دا تاني).
لكنك مجبور ربما..
كل واحد فينا عندو ثلاثة أو أربعة أصدقاء إذا التقى بهم لازم يقطعوا في خلق الله.
وإنت قاعد معاهم بتكون قنعان من حسناتك.
يبدأ الواحد منهم حديثة بـ: استغفر الله العظيم لكن الزول دا كدا كدا…
عارف نفسو بقول في حاجة غلط ومع ذلك قال كل ذلك..
حبوبة جيرانا بعد أن تستلم الزولة وما تخلي ليها حاجة.
تقول في نهاية حديثها: استغفر الله العظيم الله يعفى لينا من حقها.
حقها دا مفروض تعفى ليك هي..
والله جد..
ما أظن هناك مطعم سيحاكي هذه الحركة، لكن من حيث التغيير الذاتي حقو نحاول بشكل جدي التخلي عن الهاتف ونحن برفقة أناس حقيقيون بعيداً عن النميمة.
بصورة أشمل، مجالسة الخير، خير
أقول قولي هذا على سبيل الفكرة والانزعاج من متلازمة الهاتف الجوال.
و……..
يا رب