"كادوقلي" تتحدى الحرب بـ(مهرجان السلام للسياحة) و"التركية" تدشن خط (اسطنبول – بورتسودان)
من عروس الجبال إلى عروس البحر.. شعب مرجانية وطبيعة ساحرة
الخرطوم – طلال إسماعيل
في الخامس والعشرين من شهر (يوليو) المقبل، تتزين مدينة “كادوقلي” عروس الجبال بالخضرة لاستقبال مهرجان السلام للسياحة والاستثمار والتجارة وعرض مقوماتها ومواردها الطبيعية على الزائرين والمستثمرين في إطار التأكيد على أن الحرب مرفوضة لأنها تقضي على الأخضر واليابس، وفي “شرق السودان” تستعد مدينة “بورتسودان” لتدشين الخطوط التركية لخط (بورتسودان – اسطنبول)، ضمن خطتها لجذب أكثر من (10) آلاف سائح أجنبي إلى الولاية التي تتمتع بموارد على ساحل البحر الأحمر.
يقول والي جنوب كردفان “آدم عيسى أبكر” وهو يستعرض مكونات المهرجان القادم: “جنوب كردفان” مواردها الغنية، وإنسانها وسياحتها وتراثها، تأثرت تأثيراً بالغاً بالحرب، وكان لا يمكن لأي زائر أو سائح أو مستثمر أن يأتي لـ”كادوقلي”، ولكننا في إطار أننا نشهد سلاماً في جنوب كردفان، أؤكد لكم أيها المستثمرون الزائرون السائحون الذين ينشدون السلام والمحبة والجمال، الروعة في “جنوب كردفان” والطبيعة الخلابة ألا تستحق أن نعكس التمازج والثراء الذي حباه الله سبحانه وتعالى لها في الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين، لدينا طبيعة ساحرة وخيرات وفيرة كل ذلك يغري أن تكون الولاية الأولى في السياحة ففيها فرص كبيرة للاستثمار بعد أن بدأت تستعيد العافية، وهذه دعوة للجميع للمشاركة في مهرجان السلام للسياحة في “جنوب كرفادن” يوم 25 يوليو المقبل، وسيكون للسياحة والاستثمار من خلال إقامة المعارض التجارية، بالإضافة إلى معارض خاصة بالزراعة والتعدين.
أما وزير البيئة والسياحة والحياة البرية بولاية البحر الأحمر “صالح صلاح صالح”، فإنه يقول لـ(المجهر): “ولاية البحر الأحمر بها فرص ومقومات كبيرة للسياحة فلها ساحل يمتد لأكثر من 750 كيلومتراً وهو ساحل بكر ونظيف لم يستغل لهذه اللحظة، لدينا أكثر من 260 جزيرة داخل البحر الأحمر ومن أشهر الجزر في العالم بها حياة بحرية وبها أسماك ملونة وزينة وشعب مرجانية، ويعتبر الساحل السوداني موطن أجمل وأرقى الشعب المرجانية وكل هواة الغطس في العالم يعرفون تماماً هذه الشعب والساحل. لدينا السهول والأودية، ولدينا طقس جميل جداً في “أركويت”، كما لدينا حياة برية. وكشف الوزير عن عدد السياح ،بعد تقسيم السياحة ،داخلياً وخارجياً، وقال: ” ولاية البحر الأحمر هي الولاية الجاذبة للسياح من الداخل، ونسبة الأشغال في الفنادق تتراوح ما بين 70% إلى 90% وتستهدف السياح من الداخل، ولدينا اهتمام بتوفير وسائل النقل من “بورتسودان” إلى “أركويت”.
وحول السياحة الخارجية يكشف الوزير عن زيارة أكثر من 5 آلاف سائح أجنبي خلال العام الماضي للبحر الأحمر وإنفاقهم 5 آلاف دولار لكل سائح، وأضاف بالقول: “هذا المبلغ كبير، وكفيل بتغيير النمط الاقتصادي، ويمكن أن نوفر عملة صعبة إذا استطعنا أن نجذب مليون سائح يمكن أن نوفر للخزينة 5 ملايين دولار، جلب هؤلاء السياح يحتاج إلى عمل، عقدنا اتفاقيات مع شركات سياحية عالمية، ومن التحديات التي تواجهنا وصول السائح من أوروبا إلى البحر الأحمر، اتفقنا مع (الخطوط التركية) على تدشين خط (اسطنبول – بورتسودان) في شهر أكتوبر المقبل ضمن خطتنا لجلب 10 آلاف سائح في العام المقبل، ولدينا خطة لجلب 100 ألف سائح في المستقبل، ونحن نسعى حالياً لإقامة منتجعات لإقامة هؤلاء السياح، المستثمرون تسلموا مواقع المنتجعات السياحية وبدأوا العمل فيها”.
وتشهر ولاية البحر الأحمر بعدد من المدن التراثية مثل مدينة “سواكن” وهي أول مدينة عمرت بالمباني العالية والمباني الثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة، وكانت مدينة التجارة والمال على البحر الأحمر والشرق العربي كله، ومن المباني الأثرية توجد بوابة الشرق التي شيدها “كتشنر” و(قصر الشناوي)، كما يمكن زيارة (متحف محمد نور هداب)، والذي يحكى الكثير عن ماضي سواكن وتاريخ المنطقة، ويوجد (مصيف أركويت السياحي)، ويوجد به ضريح البطل الأمير “عثمان دقنة”.
وهناك (فنار سنجنيب) الذي يوجد داخل المياه الإقليمية للسودان وقد شيد على جزيرة مرجانية.. ويعمل (الفنار) على إرشاد السفن العابرة للخط الملاحي، وهناك قرية (عروس السياحية) لرياضة الغطس والسباحة والاستمتاع بالبحر الأحمر، ولا ينسى الزائر سقالة سوق السمك جوار الميناء الأخضر، وتطل على منطقة انتظار السفن (سلايت)، والسقالة عبارة عن مرسى لمركب السماكة، حيث يتم بيع السمك والمنتوجات البحرية الأخرى مثل (الجمبري) و(الاستاكوزا) و(الإخطبوط) وغيره، أما القارب الزجاجي (قارب من الفايبر قلاس مع قاعدة زجاجية)، فإنه يمكن الركاب من مشاهدة قاع البحر والشعب المرجانية والأسماك الملونة الجميلة.