حوارات

نائب رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة "صالح حسب الله" في حوار مع (المجهر السياسي) : (1 من 2)

انضممنا للحوار لأننا لمسنا جدية من الذين كانوا يجلسون في طاولته! ونشعر بالرضا !
لم نخطر الجبهة الثورية برغبتنا بالانضمام للحوار لأنهم يفاوضون في السر وفي العلن ولا يخبروننا!
ليس هناك داعٍ للعجلة ولو كان هناك شخص واحد له رأي يمنعه من الانضمام للحوار فعلى الناس أن ينتظروه!

كنا عضواً أصيلاً في (الجبهة الثورية) ولكنها أصبحت خشوم بيوت كل شخص ومجموعته!
               حوار –  سوسن يس

علامة استفهام – رسمها على المشهد السياسي خبر التحاق مجموعة من قيادات الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة التي تضم فصائل معارضة بشرق السودان، بقطار الحوار الوطني الذي انطلقت صافرته في يناير من العام 2014 ولم يصل إلى محطته الأخيرة حتى الآن..  فهل أدت رياح الانشقاقات التي ضربت (الجبهة الثورية) في (أكتوبر) الماضي إلى حمل الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة باتجاه قطار الحوار الوطني؟ وهل نفضت الأخيرة  يدها – نتيجة لهذه الانشقاقات – من تحالفها مع الجبهة الثورية، وآثرت النظر صوب الخرطوم؟ ما الذي يدور في دهاليز الجبهتين (الثورية) و(الشعبية)، وماذا تحمل الشعبية في حقيبتها لطاولة الحوار الوطني الذي انضمت له في مرحلته الأخيرة؟ (المجهر السياسي) حاورت أحد أبرز المنضمين لطاولة الحوار الوطني الأستاذ “صالح حسب الله” نائب رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة.. إلى مضابط الحوار:

# هناك أخبار عن انضمام قيادات الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بطاولة الحوار الوطني.. هل هذه الأخبار صحيحة؟
– نعم هذه الأخبار صحيحة.
# هذه القيادات هل انضمت للحوار بصورة منفردة بعيداً عن الجبهة أم إن الجبهة ككل انضمت للحوار؟

– هذه القيادات هي أعضاء المكتب التنفيذي.. الجبهة الشعبية المتحدة تتكون من عدة كيانات والمكتب التنفيذي يتكون من الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام ولمسؤول الإقليمي لشرق السودان ومسؤول الشؤون التنظيمية. تقريباً مكتبنا بأكمله لبى دعوة رئيس الجمهورية لأن  الخيار الأوحد الآن هو الحوار، وبصراحة ليس هناك خياراً آخر أمام السودان سوى هذا الخيار، ونحن لمسنا جدية من الذين كانوا حول طاولة الحوار في الفترة السابقة، وهم قاموا بطرح قضايا كانت من الممنوعات في يوم من الأيام، لا نقول كانت من المحرمات ولكن لم يكن هناك من يتجرأ ويطرحها. غالبية  القوى السياسية ارتضت طريق الحوار لأنه الطريق الأمثل، فمن يرى ما يحدث الآن في دول كانت بيننا وبينها مسافات مثل “ليبيا” و”سوريا” و”اليمن” ويرى مآلات الأوضاع  في تلك الدول … لا يخفى عليه ولا يخفى على إنسان عاقل ذي بصيرة أن السودان لا يتحمل مثل هذا، وحقيقة نحن لم نلبي الدعوة لهذا الحوار من فراغ، لبينا النداء من رؤية إستراتيجية.
# انضمام مجموعة من  قيادات الجبهة الشعبية للحوار.. هل يعني أن هناك خلافات داخل الجبهة بشأن المشاركة في الحوار؟
– لا.. إطلاقاً ليست لدينا خلافات داخل كياننا ما في جهة معارضة للحوار. هذه المجموعة التي جاءت للحوار تمثل القيادة السياسية للجبهة، وهم جاءوا بقناعة وبعد مشاورات واتصالات بيننا وبين الحكومة، وتواصلت الاجتماعات بيننا كمكتب تنفيذي، وفي الأخير هذا قرار الجبهة والدعوة جاءت بصورة رسمية للجبهة.
# أستاذ “صالح” هناك تساؤل عن سبب انضمامكم للحوار الآن وقطار الحوار متوقف ولا أحد يعلم هل وصل المحطة الأخيرة أم لم يصل.. ولا أحد يعلم أين مخرجاته وما هو مصيرها.. المشهد يبدو ضبابياً وانضمامكم للحوار الآن في هذا الظرف الضبابي يثير التساؤلات حول دواعي وأسباب هذا الانضمام؟
– والله يا أستاذة “سوسن” سؤالك هذا سؤال جميل جداً: نحن جئنا للحوار الآن وهو في مرحلة التوصيات إلى الآن لم يبرح مكانه ربما لأسباب تقدرها الأمانة العامة للحوار.. وهناك ملاحظات كثيرة.. ربما تأتي مجموعات وتنضم للحوار.. منذ ستين عاماً ونحن من انقلاب لانقلاب ومن حكومة لحكومة.. وصبرنا.. فبالتالي الاستعجال في مخرجات الحوار غير مطلوب.. وحسب وجهة نظرنا لو كان هناك شخص واحد معارض وله وجهة نظر في الحوار تمنعه من الانضمام وعنده الرغبة في الحوار فعلى الناس أن ينتظروه.. أنا أرى أنه ليس هناك داعٍ للعجلة، فالعجلة تترك فراغات من الصعب الرجوع إليها مرة أخرى لمعالجتها.. هذه وجهة نظري. أما بالنسبة لنا في الجبهة، ربما لا تكون لدينا إضافات كثيرة للحوار أكثر من ما قاله الشعب السوداني، فالشعب السوداني بمكوناته كان موجوداً في طاولة الحوار.. ولو كانت لدينا وجهة نظر – وبالتأكيد لدينا وجهة نظر – سنطرحها لتكون من ضمن التوصيات التي ترفع للجمعية العمومية.
# هل اطلعتم على خطوات الحوار التي سبقت وعلى أوراقه؟
– اطلعنا على الخطوات وقرأنا كل الأوراق التي ناقشتها اللجان الست.
#  وهل تشعرون بالرضا عن ما تم؟
– والله نشعر بالرضا وإن شاء الله رؤيتنا سنضيفها.
#  هناك تحالف بينكم و(الجبهة الثورية).. وهل انضمامكم للحوار يعني هدم وتكسير هذا التحالف.. أم إن التحالف مع الجبهة متكسر ومتهدم من قبل دخولكم للحوار؟
– والله بالنسبة لـ(الجبهة الثورية) نحن كنا عضواً أصيلاً فيها، وكنا نشغل نائب أمين الجبهة الثورية.. (الجبهة الثورية) الآن خشوم بيوت  “مالك عقار” ومجموعته.. “جبريل” ومجموعته.. ونحن كان لنا رأي في داخل (الجبهة الثورية) واضح جداً.. ( مافي جهة كانت داخل الجبهة بتقول والله مجموعة الشرق معانا وينشغلوا بينا في المفاوضات التي تجري هنا وهناك).. ونحن رأينا كان منذ البداية أن مشاكل السودان كلها تحل في طاولة واحدة وفي مؤتمر واحد، فالتجزئة لا تحل مشكلة السودان ولا تحقق الاستقرار، والحوارات الفردية أو الثنائية كلها باءت بالفشل لأنها لم تطرق المواضيع الأساسية التي يعاني منها السودان، ونحن رأينا كان واضحاً منذ البداية، ونحن كجبهة ليست هناك جهة لها سلطة علينا سواء أكانت (الجبهة الثورية) أو غيرها.. هذه هي قناعاتنا.. ليست هناك جهة وصية علينا، نطرح قضايانا في المنبر الذي نريد، والمنبر الذي اقتنعنا به الآن هو منبر الحوار الوطني.
# بناءً على علاقة التحالف بينكم و(الجبهة الثورية) هل قمتم بإخطارها بأنكم ترغبون في الانضمام للحوار الوطني أو تشاورتم وتناقشتم معها قبل مجيئكم؟
– نحن لم نخطرهم.. لأسباب مقنعة بالنسبة لنا، لأنهم يفاوضون في السر وفي العلن.. الدعوات للمفاوضات أساساً عندما تأتي من الآلية الأفريقية تأتي للحركات المسلحة ولا تأتي لـ(الجبهة الثورية) كجبهة ثورية، ولكن تأتي لقطاع الشمال مثلاً للعدل والمساواة لحركة تحرير السودان وهكذا.. فهم عندما يذهبوا لهذه المفاوضات (ما قاعدين يستشيرونا.. بنسمع مثلنا مثل الآخرين بأنهم ذهبوا لمفاوضات).. فهذا حق أصيل لنا، لذلك لم نشاورهم ولم نستشر أحداً بل جئنا للحوار مباشرة.
# الحوار لن يحقق مبتغاه ما لم يكن شاملاً.. في تقديرك هل من الممكن أن تنضم (الجبهة الثورية) والرافضون لطاولة الحوار؟
– والله الحوار مفتوح وهناك ضمانات كافية.. ثانياً الجبهة كجبهة ثورية لا توجد لديها خارطة طريق موحدة.. كل أحد بداخلها له وجهة نظر.. والحركات تتفاوض الآن وعينها على الحوار أنا أقول هذا الكلام بكل صدق.. إن هؤلاء الناس الآن (قاعدين يتفاوضوا).. نحن نرى أن الحوار هو المخرج.. وجميعنا على قلب رجل واحد ربما تكون هناك اختلافات في وجهات النظر لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
# أستاذ “صالح” الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة هل هي كيان سياسي أم حركة مسلحة؟
– والله نحن لسنا حركة مسلحة نحن أساساً معارضة سلمية.. حتى في الخارج، ما حملنا سلاحاً ولا دخلنا معارك.. نحن معارضة سلمية وربما معارضة خشنة.
# أليست لديكم قوات مقاتلة وسلاحاً؟
– لا.
# لكنكم لستم مسجلين كحزب سياسي؟
–  إن شاء الله سنتسجل كحزب بعدما نعقد المؤتمر العام.. طبعاً التسجيل كحزب يحتاج خطوات لابد من القيام بها وهذا وقته لم يأت بعد لأننا الآن عندنا برنامج بعدما نفرغ منه سنقوم ببرنامج كبير جداً ومن ثم نضع نظامنا الأساسي ونطرحه لمجلس شؤون الأحزاب ومن ثم نأخذ الموافقة لانعقاد المؤتمر العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة لتكون كحزب بصورة رسمية.
#  ليس من المتاح للأحزاب غير المسجلة الانضمام للحوار.. هل لهذا السبب انضممتم للحوار كقيادات؟
– لا نحن انضممنا للحوار.
# باسم الجبهة أم باسم القيادات؟
– باسم الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، لأننا أساساً نحن لدينا مكتب كان ولدينا ختم ولدينا كل شيء عندما كنا بالخارج..  فبالتالي وإلى أن نسجل كحزب نحن نعتبر حركة مسلحة من ضمن الحركات المسلحة.
# حركة مسلحة بدون سلاح؟
– حركة مسلحة بدون سلاح نعم بحسب التصنيف نعتبر حركة مسلحة،والسلاح ليس بالضرورة أن يكون بالبندقية,, السلاح من الممكن أن يكون بالكلمة والكلمة أحياناً أشد وقعاً من السلاح.. وكذلك منطقنا وعدالة قضيتنا. وحتى (الجبهة الثورية) لم تستوعبنا من فراغ.. رئيس الجبهة الشعبية المتحدة هو نائب رئيس (الجبهة الثورية)، وهو رجل له مواقف مشهودة ومعروفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية