رأي

مسألة مستعجلة

ما بعد إحباط أخطر عملية تهريب
نجل الدين ادم
تحت هذا العنوان (الشرطة تحبط أخطر عملية تسريب لأسلحة ومخدرات للخرطوم داخل تناكر)، أوردنا في عدد الصحيفة أمس (الجمعة)، تفاصيل هذا الخبر الغريب من نوعه، معظم الصحف احتفت أيضاً بالخبر لما حمله من أبعاد مختلفة أخطرها أن الجريمة تطورت إلى هذا الحد، تخيلوا شبكة إجرامية تقوم بتدبير يصعب كشفه لو لا فطنة أحد رجالات الشرطة في نقطة التفتيش.
 بالتأكيد لن يخطر ببال أحد أو يشك في أن شاحنة كبيرة ومزدوجة وعلى ظهرها (تانكر) يمكن أن يُخبأ بداخله أسلحة ومخدرات بكميات كبيرة، والشاحنة قادمة من إحدى دول الجوار، لكنه الحس الأمني الذي أحال الشرطة إلى فرضية الشبهة، والشبهة هذه تقود للتفتيش والتحقيق ليصدق الحدس في التقديرات الأمنية.
 ما حدث يعد بكل المعايير عملاً إجرامياً من الدرجة الأولى لا أعتقد أن هذه الجريمة مجرد مهمة عادية أو بسيطة قام بتنفيذها سائق شاحنة ومساعده وشخص آخر أو اثنان!، هذا العمل كبير وينم عن ذكاء خارق للمنفذين وهم يستخدمون طريقة هي الأولى من نوعها، كل منا تعجب عندما تبين له كيف أن هؤلاء وضعوا المخدرات والأسلحة داخل التانكر، ولكن بحمد الله أنه كلما تطورت الجريمة، تطورت معها آليات منعها وإحباطها.
خطورة هذه الجريمة أنها جريمة مركبة، فهي مهدد أمني واقتصادي واجتماعي، وبالتالي فإن الآثار السالبة هنا ستكون مزدوجة دمار عقول بعد تسرب هذه المخدرات للشباب وكذلك تعمل على نشر السلاح في أيدي المواطن، وهذا الانتشار يعني حدوث احتكاكات، والاحتكاكات تقود إلى الموت المجاني وإزهاق الأرواح، وفي المقابل فإن مثل هذه الجرائم وبما تروجه من بضاعة تتسبب في هشاشة اقتصاد البلد.
ويمكن أن تكون العملية في جملتها مخططاً خارجياً قصد به شباب السودان وأمنه واستقراره.
التحية لرجال الشرطة الذين أفلحوا في كشف هذا المخطط الخطير والمدمر، فهؤلاء يستحقون تكريماً استثنائياً على هذا الإنجاز الكبير الذي أنقذ البلد من هذا الخطر الفادح الموجه إلى شبابنا ووطننا.
مطلوب من السلطات الأمنية ذات الصلة أن تتمدد في تحقيقاتها في هذه الحادثة وأن تصل لآخر مجرم اشترك في هذه الجريمة وأن تكون العقوبة بحجم هذا الجرم، وأتمنى أيضاً أن تكون هذه الحادثة مؤشراً جديداً لتعيد السلطات التنفيذية والتشريعية القراءة في مواد القانون التي تحاكم مثل هذه الجرائم وأن تغلظ من العقوبة وتضع كل من يرتكب جريمة على هذا النحو في درجة جريمة الخيانة العظمى، لأنه ليست هناك من فداحة أكثر من أن تدمر مستقبل أجيال أو تهيئ الناس للاقتتال والموت بالسلاح العشوائي.. والله المستعان.

     

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية