مسألة مستعجلة
رسالة “موسفيني” !!
نجل الدين ادم
موقف بطولي قوي ذلك الذي اتخذه الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” في حفل تنصيبه لدورة رئاسية جديدة بالعاصمة كمبالا وهو يعلنها من أمام المنصة وبحضور السفراء الغربيين والأمريكان بأن لا مكان للمحكمة الجنائية الدولية بين الأفارقة، وأن الأفارقة لم يعودوا كما كانوا في الماضي، وقد رفض “موسفيني” كذلك ودون أدنى تفكير طلباً لمنظمة العفو الدولية بتوقيف الرئيس “البشير”.
رئيس الجمهورية المشير “البشير” كان من بين القادة الذين حضروا هذا الاحتفال في تحدٍ جديد للمحكمة الجنائية وتبديد للمخاوف التي تثار بين الحين والآخر عندما يهم بالمغادرة لبعض الدول الأفريقية، الرئيس “البشير” أعلنها من قبل صراحة بأن (الجنائية) قد ماتت ولكن واقع هذا الموت لا يريد الأوربيون والأمريكان تصديقه رغم أنهم يُلطمون خدودهم في كل مرة للرفض القاطع من الدول الأفريقية بعدم التعامل مع المحكمة الجنائية، وآخرها كان ما وجهه الرئيس “موسفيني” من انتقادات عنيفة في احتفال تنصيبه، للمحكمة مما جعل بعض السفراء الأروبيين يغادرون موقع الاحتفال محتجين على حديث الرئيس اليوغندي لكنه لم يعرهم أي اهتمام.
الاستقبال الرسمي والشعبي الخاص للرئيس “البشير” أيضاً كان رسالة قوية من “موسفيني” للأوربيين كما أشرت، من سوء طالع هؤلاء الأوربيين أن كل المواقف التي يحاولون أن يحرجوا فيها الرئيس “البشير” تعود عليه بمزيد من القوى والانتصار وتعود عليهم بالهزائم المتتالية، على الأوربيين أن يقنعوا أنفسهم بأن الجنائية كأداة موجهة للأفارقة قد انتهت إلى غير رجعة، ماتت ولكنهم لا يريدون أن يتقبلوا العزاء ورفع الفراش.
واقع الحال في مصير الجنائية لم يرسمه إلا الأفارقة بأنفسهم وهم يجتمعون على قلب رجل واحد بأن لا مكان لهذه المحكمة الظالمة بينهم مهما كانت الأسباب.
التحية لكل القادة الأفارقة وهم يتحدون من أجل أن يوصلوا رسالة أنهم لن يقبلوا بأي وصايا من دولة كبرى أو عظمى وقد كان لهم ما أرادوا وهم يهزمون محاولة نصب هذه المحكمة للقادة الأفارقة لكنهم فهموها تماماً واتحدوا وكسروا شوكة هذا المخطط وباتت المحكمة الجنائية مجرد أحلام تعشعش في أذهان الغربيين.. والله المستعان.