رأي

فوق رأي

هناء إبراهيم
هزمتنا الأحزان

لا أملك تلك المرونة التي تجعلني أكتب في مواسم الفاجعة ولا قدرة لي على تجاوز الآلام سريعاً، فـغالباً قلبي يشاركني الكتابة.
يحدث أن تغلبنا الأحزان ستة صفر وأن يخذلنا الصبر..
يحدث أن نكتب بعض دموعنا..وأن نموت وجعاً على قيد الفراق.
الفقد هو أن تخسر داعماً برتبة أستاذ… أن تخسر كلمة تعودت أن تطالعها صباحاً على سبيل الجمال..
أن يرحل أبوي “سعد الدين إبراهيم”..
أول من دعمني في عالم الصحافة كما هي عادته مع كل الشباب..
في احتفالية (المجهر) بعيدها السابق طلب مني الموافقة على حلقة من برنامج يعده ويقدمه للإذاعة السودانية في رمضان، وبحضور الفرح سجلنا الحلقة يوم (السبت) الماضي في رحاب ابتسامته وجماله..
وكان قد طلب ختاماً للحلقة أغنية (نحن ما ناسك)..
بداخلي صوت يقول (نحن ما ناسك وإنت ما ودعتنا).
والجانب المظلم من هذه الحياة هو هذا الرحيل المفاجئ.
قال لي: أنا متحيز ليكم وللصحافة عشان كدا سجلت أول حلقة معاكم وكان قد حجز الأستوديو لتسجيل حلقة أخرى يوم (السبت) القادم، بس القدر ما قال كدا ورسل شمس في ضُلنا..
يومها على غير عادتي التقطت له العديد من الصور أرسلت بعضها لصديقتي “سارة سعد الدين” التي انتقلت حديثاً للملكة العربية السعودية، حيث أخبرني أنه صار يتحاشى الحديث معها هذه الأيام لأنها تبكي وتبكيه وقلبه لا يحتمل دموعها..
التقينا هاتفياً بعدها وعلى ذات الهاتف وصلني خبر الرحيل..
رحل من قال لنا عن حبيبته وشاركناه حبها ولا نقول إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
رحل أبوي شعبتنا روح آمالنا..
رحل الزول الجميل.. صديقي الكبير..
لا أدري إن كان قد (شاف آخرتا) لكننا شفنا الروعة تراقص كلماته كل الوقت.
اللهم ارحم “سعد الدين إبراهيم” بواسع رحمتك، وأجعله يشوف أخرتا جنة ونور..
يا رب..
اللهم يا كريم يا عظيم اغفر له وأكرمه بالفردوس..
اللهم أكرمه يا رب..
اللهم إنا نسألك الصبر على هذا الفقد..
و….
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية