فوق رأي
سياسة الاستخدام العادل
هناء إبراهيم
حالات الانفصال المتزايدة قد تقودك نحو عدة تحليلات على عدة جهات.فمن ناحية تلفونية وتورط الهاتف الجوال في توتر العلاقات وانهيار الريد، ثمة سلبيات يمكننا رصدها الآن تاركين الإيجابيات لفطنة صاحب الجوال.
كل منا يعلم الوجه المشرق وميزات هاتفه، لكن الوجه الآخر قد لا نمنحه نظرة وتركيزاً.
عدد المكالمات الرهيب والمسجات المهولة والتعابير الرومانسية التي تجري بين الطرفين قبل الزواج قد تستهلك المخزون الإستراتيجي من الكلام فينضب معين الحكي وندخل في دائرة الملل، حيث إن خاصية كسر الروتين وتلوين الحياة وخلق البرامج لا يمتلكها الجميع.
في ناس عندهم كلام معين، بعد أن يخلص هذا الكلام يحضرون المسلسل ويقارنون البهجة التي يصنعها المخرج مع النكد الذي صنعوه لأنفسهم.
يكملوا الكلام بدري بدري ويحكوا كل القصص ويقعدوا للانفصال على الهبشة.
والله جد..
كما أن التلفون وفر خصائص البديل العاطفي بشكل كبير، فبدل أن يحل الزوج/ة مشاكله مع شريكه الكريم، يوفر صبره ومجهوده على نفسه ويرسل طلب تواصل لأقرب بديل، وهذا البديل من شأنه أن يتم الناقصة.
والله جد..
وعلى صعيد الغيرة واحتمالية التباس الأمر وفهم الموضوع غلط، فإن التلفون يزيد قائمة معارفك ومحادثاتك وضبطك مبتسماً للمجهول.
أضف إلى ذلك محادثات المتابعة والتحقيق.. أين أنت الآن؟!
دا صوت منو المعاك دا؟!
ذلك الاختناق العاطفي.
وفي كمان: جيب معاك دقيق وسكر وكهرباء.
والمصيبة بقى لو بقت في حملات تفتيش هاتفية على تلفون الشريك.
الموضوع منتهي.
نتمنى له الثبات عند السؤال حينئذ.
ربنا يقويك والله..
كل هذا صفر أمام إمبراطورية (الإسكرين شوت).
والوقت المهدر هاتفياً بعيداً عن التزامات الأسرة الحوارية.
وأكيد هذا الاستخدام المبالغ فيه لازم يشربك حياتك الطبيعية.
إذا عايز تتأكد قارن بين استخدامك للتلفون والانترنت ونظام حياتك وبين استخدام والدك ووالدتك للتلفون والإنترنت ونظام حياتهما.
تتذكر الرسائل الكتيرة الكانت بترسلها ليك شركات الاتصال عن سياسة الاستخدام العادل قبل عمليات (الجزر) الأخيرة، يلّا نهائي ما ح تلقى رسالة من هذا النوع وصلت لوالدك أو والدتك رغم إنو عندهم “فيسبوك” و”واتساب”.
ثمة توازن حاصل.
لذلك لابد من سياسة الاستخدام العادل بين ناس قلبك وتلفون معاملاتك.
و……..
بتونس بيك وإنت معايا
لدواعٍ في بالي.