بكل الوضوح
أثيوبيا.. ياااااااااا سلام (2)
عامر باشاب
{ مواصلة لعكس الأجواء والمشاهد التي عشناها واستمتعنا بها في رحلة الاندهاش بأراضي الأمهرة الأثيوبية، أتوقف اليوم عند أحد المناظر الظاهرة والباهرة ألا وهو الغطاء الأخضر الذي يكسو السهول والجبال والوديان هناك الغابات في كل الاتجاهات على مد البصر ينبعث منها الهواء النقي الصافي الخالي من التلوث.. الخضار يملأ المساحات ويمنح الإنسان النضار والحيوية والسعادة.
{ وأنا هناك وسط هذه الأجواء تذكرت (مشروع الجزيرة) أيام زمان.. أيام الخضرة والنضرة التي كانت تكسو كل أرض الطيبين عندما كنا (شعب وحكومة) نهتم بالزراعة ونحافظ عليها.
{ من أكثر الأشياء التي أسعدتني وأراحتني وأدخلت شحنة عالية من الاطمئنان إلى قلبي هو حرص الشعب الأثيوبي على الزراعة وارتباطه الشديد بها، وهذا يؤكده أهل القرى (المزارعين) على امتداد قراهم المنتشرة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، الكل هناك يشمرون سواعدهم لفلاحة الأرض.
{ وحسب ملاحظتي ورغم التقدم الذي حققته دولة أثيوبيا من طفرة تنموية إلا أن الزراعة وسعاية وتربية الماشية مازالت تشكل مصدراً رئيسياً لكسب العيش لدى الغالبية.
{ معظم الأثيوبيين في الريف يعيشون في قرى متفرقة وحياتهم بسيطة يبنون منازلهم من خشب غابات (شجر البان) المنتشرة حولهم لتظلهم وتحمي أراضيهم من آفة التصحر، ويمارسون الزراعة بالنمط التقليدي، ويحضرون الأرض للموسم الزراعي بالمعدات اليدوية والمحاريث الخشبية التي تجرها الثيران. لفت انتباهي كذلك احتفاظهم بالمواشي (الأبقار والضأن والماعز) واهتمامهم الخاص بـ(الخيل) و(الحمير).
{ لاحظت معظم قرى الريف تتوفر فيها ضروريات الحياة من الخدمات مثل المراكز الصحية والمدارس والكهرباء والكثير من القرى التي مررنا عبرها خاصة تلك التي تقع ما بين مدينتي (قوندار) و( بحر دار)، بها مبانٍ حديثة بيوت من الحجر وفي بعضها توجد عمارات متعددة الطوابق.
{ أخيراً أقول محافظة الشعب الأثيوبي على الزراعة التقليدية ينفي كل ما ظللنا نسمعه من أحاديث تؤكد أن الحكومة الأثيوبية الحالية تسعى لتحويل اقتصاد أثيوبيا من اقتصاد قائم على الزراعة التقليدية إلى اقتصاد صناعي فقط.
{ وضوح أخير:
اندهش وانتعش وأنت في أثيوبيا.