مسألة مستعجلة
عندما ينفجر تانكر لأكثر من مرة!!
نجل الدين ادم
لم يكن حادث انفجار تانكر الغاز الذي هز حي أبو روف الأمدرماني صباح أمس (السبت)، وأسفر عن إصابة أكثر من (16) شخصاً هو الأول من نوعه، فقد روّع الانفجار أهالي الحي والباعة والمشترين بسوق الشجرة بأبو روف حيث وقع الحادث، وخلف خسائر مادية كبيرة، سبق هذا الحادث آخر مماثل في مدينة الحصاحيصا راح ضحيته شخص أثناء التفريغ أيضاً، وحادثة أبو آدم التي أسفرت عن وفاة ستة أشخاص وإصابة البعض وآخرها كان حادثة احتكاك شاحنة محروقات مع سقف بنفق بحري قرب وزارة التربية والتعليم العام.
في كل هذه الحوداث يكون القاسم المشترك هو ترويع الآمنين في الشارع العام وفقدان وجرح أنفس بريئة، فظاعة أي حريق من هذا النوع يصعب وصفها، لاحظوا أيضاً في كل هذه الحوادث ستجدون أن عنصر الإهمال يكون حاضراً دونما أي شك، ويقابله في الجانب الآخر ضعف الإجراءات الاحترازية من قبل الأجهزة ذات الصلة أيضاً وإلا لما وقع حادث من هذا النوع.
توقفت عند الإجراءات الاحترازية لمنع وقوع مثل هذه الحوادث، فلم أجد إلا القليل منها، لماذا يسمح لشاحنة مليئة بالغاز أو أي نوع من المحروقات أن تدخل الأحياء والأسواق نهاراً جهاراً لإفراغ عبوة هناك، ومن المسؤول عن حركة هذه الشاحنات التي تحمل محتويات خطرة وتجوب كباري العاصمة القومية، لا يوقفها أحد، يتضح من خلال هذه الملاحظات أن هناك أوجه قصور حقيقي من قبل الأجهزة ذات الصلة والوزارات ومن قبل أصحاب هذه الشاحنات أنفسهم.
مطلوب من الأجهزة ذات المصلحة أن لا تحيل هذه الحادثة لقائمة الحوادث المروعة والسلام، بل ينبغي أن تمحص وتقرأ في هذا الحادث الشنيع.
مسؤولية هذا الحادث مشتركة تبدأ من صاحب الفرن الذي طلب مده بالغاز ومن السلطات المحلية وإدارة الدفاع المدني والشرطة بوصفها حادثة، على الحكومة أن تعيد حساباتها فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية وعمل ضوابط صارمة في حركة هذه العربات التي تحمل مواد مشتعلة وتنظيم عملية دخولها وخروجها من المستودعات وعلى الحكومة أن تعمل بجد وجهد.
عاجل الشفاء للجرحى والمصابين في هذا الحادث المشؤوم، وأن ينزع الله الخوف والجذع ويبسط الطمأنينة.. والله المستعان.