النشوف اخرتا
الكهرباء (قطع ناشف)
سعد الدين ابراهيم
استضافت قناة (الشروق) في صباح الشروق قبل أيام مهندساً كهربائياً .. لا يملك أي أجندة ولم يظهر أي ميول سياسية.. الشاهد أنه مهني دارس وعارف.. قدم معلومات كثيرة وخطيرة عن الكهرباء ..تحدث عن كيفية التعامل معها.. الإلمام بمعرفة أولية عنها.. الإلمام بطريقة مواجهة الماس الكهربائي ولماذا يحدث؟.. لكن أهم نقطة كانت عن توقعاته للتخلص من قطوعات الكهرباء ويبدو أنها ستستمر. وأشار إلى أن التخطيط يهمل الكهرباء حين يقيم المدن الجديدة والمباني فلا يقدر حجم الاستهلاك ومن ثم لا تتم أي إضافة لمحطات جديدة حتى تتحمل عبء المدن الجديدة والاستهلاك الزائد.. ففي بعض البيوت الكبيرة ثلاث أو أربع ثلاجات وأكثر من شاشة تلفزيون .. ومكيفات ومراوح عالية الجودة.. وإضاءة مترفة كل أولئك يحتاج إلى كهرباء. وكما قال إذا أردنا توليد كهرباء بعمل محطة من سد مروي أو غيره تحتاج إلى (25) سنة ربع قرن من الزمان حتى ننشئ تلك المحطة.. وربما قياساً على ذلك يكون أمر المياه التي يتضح تأثير قطوعاتها أكثر من الكهرباء لأن احتمالها لا يطاق.
إذن فإن كنا نحلم بكهرباء لا تقطع مع ما حكى الباشمهندس فإننا نحتاج إلى تفكير جرئ وفيه وثبة ثورية.. أعتقد أنه علينا بقوة أن تستثمر في مجال الطاقة الشمسية.. ونحن نملك كل مقومات إنتاجها.. فلماذا لا تفكر بجدية وبدلاً من أن نستورد من الصين ملابس وأحذية ومكيفات وأدوات كهربائية وسلعاً استهلاكية أخرى .. نستورد محطات للطاقة الشمسية من الصين أو من اليابان، لماذا يا ترى لا نرى نشاطاً ملحوظاً لليابان في السودان مثلما نرى في دول آسيوية أخرى. وعلى هامش الموضوع أقول علينا أن نتجه بقوة إلى اليابان لأنها أثبتت جدارة في الصناعة وحتى في الثقافة.
خلينا في موضوعنا .. اعتقد أن الحل هو في استبدال الكهرباء التي تجئ من السدود والأنهار.. باعتمادنا على الطاقة الشمسية، وإذا صح توقع المتشائمين من تداعيات سد النهضة فإن الاتجاه إلى توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية وبدائل أخرى يصبح ضرورة وعلينا الاتجاه بقوة إلى ذلك.. وفي تنقلاتي شاهدت بيوتاً ومقاه تعمل بالطاقة الشمسية .. وعدد من العمارات، إذن فهنالك تجارب ناجحة في هذا المجال.. يحيرني أن السودانيين يحبون التقليد ويعشقون المحاكاة فلماذا لم يقلدوا استثمار الطاقة الشمسية ربما (يكون عشان دايرين الساهلة).
والقِصة دايرة حِصة .!