رأي

مسألة مستعجلة

اعتبروا من السعودية!!
نجل الدين ادم
زيارة رفيعة تلك التي سجلها وزير البترول والثروة المعدنية السعودي للبلاد أمس الأول، لوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق باستغلال بعض المعادن الموجودة في عمق البحر الأحمر فيما يعرف بمشروع (اطلانتس 2) حيث الأراضي المشتركة بين البلدين.
 زيارة خاطفة سجلها الوزير السعودي للبلاد ولكنها حققت أهدافاً عملية ومباشرة في هذا المشروع الضخم والذي ينتظر من البلدين السودان والسعودية الكثير في عملية التحول الاقتصادي في المرحلة المقبلة سيما وأن الرياض أعلنتها صريحة بأنها ترتب للانتقال إلى مرحلة اقتصاديات بديلة للبترول لإحساسها بالتحول المرحلي الذي يمكن أن ينفذ معه هذا الخام البترولي الذي حملها إلى ما نشاهده اليوم، إستراتيجية السعودية هذه ينبغي وهي تقود زمام المبادرة والمبادأة في التحكم في أسعار البترول باعتبارها من أكبر الدول المنتجة للبترول، ينبغي أن نستفيد منها في السودان وهي تقرر هذا الانتقال التدريجي وقد ظهر ذلك في إعادة صياغة الموارد، والسعودية تختار أن تنفتح في مجال الإنتاج الزراعي والدخول في شراكات مع بعض الدول والسودان من بينها، لاحظوا الآن الانتشار السعودي في ولاية نهر النيل وعمق فكرتهم، بدأوا بزراعة العلف وقد يستغرب أحدكم ولكنهم يعرفون جيداً ما يفعلون، يزرعون العلف بكميات كبيرة وتحط طائراتهم لتحمل هذا العلف والإنتاج الحيواني ينتظر هذا الإنتاج الذي قد يستهين به البعض، فلو أن “الرياض” جنت من هذا الإنتاج فقط حد الكفاية في الإنتاج الحيواني لكفاها.
علينا في السودان أن نعمل على إعادة صياغة الإستراتيجيات الاقتصادية والتي كانت سبباً في تدهور اقتصاد البلد ونحن ننتقل من الاقتصاد الحقيقي وهو الزراعة، إلى إنتاج البترول لتكون الزراعة في مهب الريح وبفقدانه فقدنا كل شيء وبتنا في حالة تخبط وبلدنا هي بلد الإنتاج الزراعي الأول، أرجو أن نعي الدرس تماماً سيما وأننا اصطدمنا بواقع حساباتنا غير المدروس، كانت المحصلة مزيداً من التدهور والتراجع الاقتصادي، أتمنى أن يكون ما حدث لنا عترة، والعترة بتصلح المشية، علينا أن نستشف الكثير من هذه التجربة السعودية وهي بلد البترول وقد قررت الآن الانتقال إلى إنتاج آخر يحفظ لها اقتصاداً مستقراً إذا ما قدر الله أن نفد الإنتاج النفطي، فإنتاج المعادن هو باب اقتصادي وفتح جديد ينبغي علينا أن نعمل جادين في أن نطور الفكرة وندخل في شراكات تزيد من كمية الإنتاج، وفي مقابل ذلك مطلوب الانفتاح بصورة أكبر في عملية الزراعة والتي كانت في يوم من الأيام هي المحرك الرئيسي لاقتصاديات البلد.
أرجو أن تكون محطة الشراكة الجديدة في التنقيب عن المعادن في قاع البحر الأحمر هي بداية لمرحلة جديدة من الإصلاح الاقتصادي تتبعها استثمارات أخرى وانفتاح أكبر في الاستفادة من كل مواردنا.. والله المستعان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية