الدكتور "مصطفى عثمان".. النظرة الثاقبة والفطرة الدبلوماسية
“حتى لا يستأسد أصحاب الغيرة المدعاة”
الخرطوم – عماد الحلاوي
جهات عدة نشطت لتكريم الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” سفير السودان بجنيف وزير الخارجية السابق ومستشار الرئيس “عمر البشير”، والكاتب الصحفي والمحلل السياسي بصحيفة (المجهر السياسي) وصاحب المقال الراتب كل اثنين.. الكل يريد أن يوفي الرجل حقه قبل توليه منصبه الجديد بجنيف من باب الوفاء لأهل العطاء.
ويحظى الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” بقبول كبير وسط جميع ألوان الطيف السياسي السوداني، ويحمد له قيادته للدبلوماسية السودانية في فترة كانت علاقات السودان الدولية في أزمة غير مسبوقة تاريخياً، كما يحمد له تحسن علاقات السودان الخارجية، واستطاعته كسر الطوق الذي فرضته دول الاستكبار حول السودان إبان توليه وزارة الخارجية، كما لعب دوراً أساسياً في تقريب الشقة بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة، وترؤسه وفد حكومة الوحدة الوطنية في مفاوضات سلام الشرق الذي تم التوصل فيها لاتفاق بين الحكومة وجبهة الشرق في أكتوبر 2006م.
وتولى الدكتور “مصطفى” الوساطة في عدة أزمات دولية: (الأزمة اللبنانية السورية – المصرية الجزائرية).. وترأس إبان توليه حقيبة الخارجية مجلس وزراء خارجية الدول العربية- الدورة (19)، مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي- الدورة (29)، مجلس وزراء خارجية تجمع دول الساحل والصحراء- الدورة الخامسة، مجلس وزراء خارجية دول الإيقاد- الدورة (21) ومجلس وزراء خارجية دول تجمع صنعاء- الدورة الثالثة. وبعث به الرئيس “عمر البشير” بوصفه رئيس القمة العربية (الدورة 18) إلى لبنان وفلسطين والعراق، لتنقية الأجواء العربية.
{ الميلاد والنشأة
ولد الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” بقرية “رومي البكري” بالولاية الشمالية في العام 1955م، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط بمدرسة “القولد” (1965م– 1969م) والثانوي بمدرسة دنقلا الثانوية العليا (1970– 1973م)، والتحق بكلية الطب جامعة الخرطوم (1973– 1978م) وحاصل على شهادة البكالوريوس في طب الأسنان منها، ونال درجة الماجستير من جامعة (ليدز) بالمملكة المتحدة عام 1985م، كما تحصل على درجة الدكتوراه من جامعة (بريستول) بالمملكة المتحدة 1988م، وتحصل على درجة الدبلوم في طرق التدريس جامعة الخرطوم عام 1990م.
{ حياته العملية
عقب تخرجه عمل الدكتور “مصطفى عثمان” طبيباً بوزارة الصحة خلال الفترة (1978م– 1980م)، وعُيّن مساعد تدريس بجامعة الخرطوم (1980م– 1982م)، ثم أصبح محاضراً بذات الجامعة (1988م– 1991م). وفي الفترة (1991م – 1995م) عُيّن أميناً عاماً لمجلس الصداقة الشعبية العالمية، ثم وزير دولة بوزارة العلاقات الخارجية (1996م – 1998م)، ووزير خارجية (1998م – 2005م).. ثم مستشار رئيس الجمهورية 2005م.
بداية هذا الأسبوع تقدم الدكتور “مصطفى عثمان” باستقالته من عضوية المجلس الوطني وسط دعوات زملائه له بالتوفيق في محطته الجديدة. وشرف الدكتور “مصطفى” بعضويته (مجلس إدارة جامعة الرباط، مجلس إدارة مركز التنوير المعرفي، المجلس الاستشاري لمجلس الشباب العربي الأفريقي).
{ نشاطه السياسي
بدأ الدكتور “مصطفى” نشاطه السياسي باكراً منذ المرحلة المتوسطة بمدرسة “القولد” الوسطى بالولاية الشمالية، حيث ترأس الجمعية الأدبية، وجمعية التربية الإسلامية، وفي جامعة الخرطوم واصل الدكتور نشاطه في ساحة العمل السياسي والطلابي، وعندما انتقل إلى المملكة المتحدة للدراسة العليا 1982م – 1988م، عمل وترأس: (الاتحاد العام للطلاب السودانيين بالمملكة المتحدة وأيرلندا، جمعية الطلبة المسلمين بالمملكة المتحدة وأيرلندا، اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية “فوسس”، اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في أوروبا، الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية “الأفسو” 1988م – 1990م). كما شارك الدكتور “مصطفى” في تأسيس: (الاتحاد الإسلامي للمنظمات الإسلامية في أوروبا “بروكسل”، الندوة العالمية للشباب الإسلامي “الرياض”، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية “الكويت”، رابطة العالم الإسلامي “مكة المكرمة”، المجلس الإسلامي الأعلى للدعوة والإغاثة “القاهرة”، منظمة الدعوة الإسلامية “الخرطوم”، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية “طرابلس- ليبيا”، جامعة أفريقيا العالمية “الخرطوم”، المجلس الإسلامي للمساجد في أوروبا “مدريد – أسبانيا” والوكالة الإسلامية للإغاثة “لندن”).
ويفخر الدكتور “مصطفى عثمان” بمشاركته في تأسس الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية في أواخر ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي مع مجموعة خيرة من شباب العالم الإسلامي، وبتشجيع من عدد من المنظمات الإسلامية في مقدمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي.
وتتلخص الأهداف الأساسية للاتحاد والإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية الذي عقد مؤتمره التأسيسي الأول في مدينة “أخن” بألمانيا الغربية عام 1969م، في إيجاد مظلة إسلامية عالمية للجمعيات والاتحادات الطلابية الإسلامية تلتقي في إطارها، تتعرف على بعضها وتتعاون وتنسق في تنفيذ البرامج الإسلامية على مستوى الطلاب. وفي هذا المؤتمر تم انتخاب الدكتور “مصطفى” أميناً عاماً للاتحاد حيث شارك في هذا المؤتمر بوصفه رئيساً لاتحاد المنظمات الطلابية الإسلامية بالمملكة المتحدة وأيرلندا (فوسس) العضو المؤسس للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية.
ويعدّ الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية من أكثر المنظمات الإسلامية توسعاً في ترجمة الكتاب الإسلامي إلى اللغات الحية واللغات المحلية، حيث استطاع الاتحاد ترجمة ونشر الكتاب الإسلامي إلى أكثر من (70) لغة محلية وعالمية، وأصبح في مقدور أبناء أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية الحصول والإطلاع على الكتاب الإسلامي.
{ مؤتمرات شارك فيها
للدكتور “مصطفى” مشاركات واسعة وفعالة في الكثير من المؤتمرات الخارجية ومنها: (مؤتمرات الندوة العالمية للشباب الإسلامي خاصة المؤتمرات التي عقدت في أوروبا وآسيا وأفريقيا، بحوث عن الشباب ودوره في مستقبل الأمة ومنها بحث قدم في المؤتمر العالمي عن الشباب الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، مؤتمرات الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، مؤتمرات المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، مؤتمرات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، مؤتمرات منظمة المؤتمر الإسلامي، مؤتمرات جامعة الدول العربية على مستوى القمة والوزاري، مؤتمرات الاتحاد الأفريقي، مؤتمر آسيا وأفريقيا بإندونيسيا عام 2005م بمناسبة مرور “50” عاماً على مؤتمر باندونق الأول، مؤتمرات عدم الانحياز والجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤتمرات منظمة الإيقاد ومؤتمرات تجمع دول الساحل والصحراء).
{ مؤلفاته
للدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” (10) مؤلفات تعدّ مراجع مهمة لدارسي العلاقات الدبلوماسية والباحثين عن العلاقات بين الشعوب وهي: (الطريق إلى مجلس الأمن، الدبلوماسية السودانية بين الأمس واليوم، حتى لا يستأسد أصحاب الغيرة المدعاة، السودان ملتقى الساحل والصحراء، العولمـة وسياسـة السودان الخارجية مع مطلع الألفية الجديدة، التضامن الإسلامي في عالم متغير “الدور المرتجى لمنظمة المؤتمر الإسلامي”، النظــام العالمـــي الجديــد “قـــوة القانــون أم قانــون القــوة”، السودان وحركات التحرر الأفريقية، السودان والقارة الأم نحو دور ريادي للسودان في ظل السلام ومجموعة دول الإيقاد “رؤية السودان لتعزيز التكامل والأمن الإقليمي”).