الإسراء والمعراج الرحلة النبوية المباركة والمعجزة الإلهية
كرم بها سيد الخلق أجمعين
كتب – عامر باشاب
تنتظم البلاد الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها الاحتفالات بذكرى الليلة المباركة (الإسراء والمعراج) التي صادفت ليلة الثلاثاء الماضي 26 رجب تلك الليلة العظيمة التي أسرى فيها بسيد الخلق أجمعين وشفيع الأمة النبي محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وسلم” من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ويرى الكثير من علماء الإسلام أن الرحلة النبوية المباركة (الإسراء والمعراج)، كانت من المعجزات التي كرم بها الله سبحانه وتعالى نبيه وصفيه محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وسلم” وخصه من دون سائر الأنبياء بالوصول سدرة المنتهى لملاقاته عز وجل والنظر إلى وجهه الكريم، وفي نفس الوقت جاءت الرحلة المباركة بمثابة اختبار وامتحان يثبت المؤمنين ويكشف المنافقين وقد ورد ذلك في قوله تعالي:
(إِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ* وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ* وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيراً).
وبالفعل كانت معجزة الإسراء والمعراج الحد الفاصل بين أهل الإيمان وزمرة المنافقين، فثبت المؤمنون والصديقون على إيمانهم، بل زادتهم تلك المعجزة إيماناً وتصديقاً للنبي، ومن هنا لقب الصاحبي الجليل سيدنا “أبو بكر الصديق” بالصديق، أما المنافقون فظهروا وانكشفوا على حقيقتهم، لان عقولهم المريضة لم تتقبل تلك المعجزة ولم يصدقوا حقيقة أن يصل النبي إلى بيت المقدس في ليلة، ويصلي في المسجد الأقصى ثم يعود إلى “مكة”، كما لم يصدقوا حقيقة أن يخترق النبي السبع سموات، ويرى فيها ما رأى من الغرائب والعجائب في ليلة واحدة
أعظم حوار بين الصادق والصديق
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من تلك الرحلة المباركة (الإسراء والمعراج) وعاد إلى “مكة” اطلع أهل قريش بخبر الإسراء والمعراج، فقال أكثرهم متعجبين: هذا والله الأمر البين إن العير لتسير شهراً من “مكة” إلى الشام، مدبرة شهراً ومقبلة شهراً، فكيف لمحمد يذهب إلى هناك في ليلة واحدة ويرجع إلى “مكة”، وهنا ارتد عدد كبير ممن دخلوا الإسلام وذهب بعض الناس إلى سيدنا “أبي بكر” فقالوا له:
هل لك يا “أبا بكر” في صاحبك يزعم أنه قد ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وصلى فيه ورجع إلى “مكة”. فقال لهم “أبو بكر” الصديق – رضي الله عنه: إنكم تكذبون عليه. فقالوا: ها هو ذا في المسجد يحدث الناس بخبره. وهنا قال أبو بكر: والله لئن كان قاله لقد صدق فما يعجبكم من ذلك، فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه. ثم أقبل حتى وصل إلى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” فقال: يا نبي الله، أحدثت هؤلاء أنك ذهبت إلى بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: (نعم).. فرد عليه الصديق قائلاً: يا نبي الله، صفه لي فإني قد أذهب إلى هناك؟ فظل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصفه لأبي بكر وكان يقول “أبو بكر” رضي الله عنه: صدقت، أشهد إنك رسول الله. كلما وصف له منه شيئاً قال: صدقت، أشهد إنك رسول الله. حتى إذا انتهى قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم – لأبي بكر – رضي الله عنه : وأنت يا أبا بكر الصديق ومن حينها سار عليه لقب الصديق.