العصيدة سيدة مائدة رمضان والتمر ملك متوج!!
ونحن نستقبل شهر رمضان الكريم لهذا العام، قررنا أن نستعرض طائفة من أطعمته ومشروباته التقليدية، وهل ما زالت تتصدر المائدة أم تراجعت بفعل (الحداثة الغذائية) إن صح التعبير؟.
ولأن “التمر” فاتحة الإفطار وفاكهته، فإن معظم الصائمين لا يتمسكون بوجوده على موائدهم فحسب، بل ويصرون على افتتاح إفطارهم به قبل أن يتناولوا جرعة ماء، وفي هذا السياق أكد كثير من المُستطلعين على أهمية تناول التمر في إفطار رمضان لأسباب دينية وغذائية في آن.
وبينما تصدرت العصيدة قائمة المأكولات الأكثر أهمية في رمضان، حافظ (الحلو مر) على مكانته التقليدية في مقدمة سباق المشروبات، هذا إلى جانب (المشروبات) الأخرى المستخلصة من الفواكه والنباتات.
التمر.. أهمية خاصة
من جهته اعتبر الشيخ ” إبراهيم الفكي” الإفطار على التمر والماء من السنن النبوية العظيمة، التي أثبت الطب قديماً وحديثاً فوائدها للصحة والوقاية من الأمراض، وأضاف: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فالماء فإنه طهور)، واستطرد: كان رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يفطر قبل أن يصلي على رطبات فتميرات، فإن لم تكن رطبات فتميرات حسا حسوات من الماء.
وفي سياق آخر كشفت اختصاصية التغذية “نوادر الأمين” عن أن الصائم يحتاج إلى مصدر غذائي لتوليد طاقة فورية عند الإفطار وتعويض النقص من الماء، لذلك يلجأ إلى (البلح) الذي يوفرهما في التو. وأضافت ( البلح الرطب) يحتوي على نسبة عالية من السكريات خاصة الجلوكوز والسكروز والماء، واستطردت: يُعتبر السكر الموجود في التمر من السكريات سريعة الامتصاص، أي أنه خلال دقائق يمتص السكر ويصل إلى الدم عكس السكريات المركبة أو المستخلصة من النشا. وشددت خبيرة التغذية على أهمية ما يحتويه الرطب والتمر من ألياف طبيعية تساعد حركة الأمعاء وتقاوم الإمساك.
العصيدة.. رأي الخبراء مش ولا بد
واحتفظت (العصيدة) بصدارة الأطعمة المفضلة في إفطار رمضان، حيثُ وصفها معظم المُستطلعين بأنها سهلة (المضغ) وخفيفة على المعدة وسريعة الهضم، وأنهم يفضلونها (عند الإفطار) عن غيرها من المأكولات، وجاءت (القراصة) في المرتبة الثانية ثم (الكسرة) و(الفول).
وللتعليق حول تفضيل العصيدة قالت “نوادر الأمين” إن السلوك الغذائي الصحيح في إفطار رمضان هو أن يتناول الصائم (بعد التمر) مشروباً ساخناً، وأضافت الشوربة مهمة جداً خاصة إذا كانت تحتوي على بعض القمح واللحوم، وأضافت: تناول العصيدة بعد (الشوربة) لا بأس به، حيثُ أنها سهلة (البلع) وخفيفة على المعدة، لكن أهم منها الخضروات (السلطة)، ونصحت الصائمين بالتهام صحن كامل من السلطة بعد تناول الشوربة، وأن يكتفون بذلك لعدة ساعات، ثم يأكلون ما يشاءون عقب صلاة التراويح.
الحلو مر.. حياد غير ايجابي
بعض من استطلعتهم (المجهر) ظلوا في منطقة رمادية إزاء الحلو مر، فتارة يقولون إن نكهته طيبة وطعمه لا بأس به، وأخرى يقرون أنه غالباً ما يسبب لهم انتفاخاً في البطن ويمنحهم شعوراً غير جميل، لكن غالبية المستطلعين أشاروا إلى حرصهم على وجود الحلو مر على مائدتهم الرمضانية (حتى لو نشم ريحتو بس) على حد تعبير إحدى السيدات.
والحلو مر على هذا النحو يبدو وكأن السودانيين في طريقهم إلى التخلي عنه، لكنهم لا يستطيعون فانطبق عليه بيت الشعر الشهير (مقبل مدبر معاً). لكن اختصاصية التغذية “نوادر” وصفت الـ(حِلـو مُـر) بالمصنع من مادة مجففة مكونة من دقيق الذرة مع كثير من البهارات مثل: الكركدي، العرديب، الشمار، الكزبرة، الزنجبيل، القرفة، الهيل، العِرق الأحمر (غولنجان) الحلبة وغيرها من البهارات، وكل هذا يضر بالمعدة ويرهقها خاصة إذا كانت خاوية، وأضافت، أنها لا تريد التقليل من شأنه، لكنها تنصح الناس بعدم تناوله ساعة الإفطار، واستدركت قائلة (العايز يشربو يمكنه ذلك بس بكميات قليلة وفي وقت آخر غير الإفطار)، لأنه البهارات مهيجة للمعدة وغير صحية البتة، إلاّ أنه مشروب سريع الإرواء ومبدد للظمأ.
مائدة مثالية
إلى ذلك حث اختصاصي التغذية ” د. كمال عبد الهادي النور” الصائمين إلى تجنب تناول الماء أثناء تناول الطعام ما أمكن، وتعويض ذلك بتناول الأطعمة التي تحتوي على مقادير معينة من السوائل لتسهيل عملية الهضم بقدر الإمكان مثل شوربة الخضار أو اللحم، الغنية بالفيتامينات والألياف، أو حساء العدس الغني بالأملاح المعدنية كالحديد والبوتاسيوم، وكشف عن أهمية تنويع الطعام بحيث يحتوي على العناصر الأولية المساعدة على الهضم، خصوصاً المواد ذات الأثر )القلوي) والمحتوية على الأملاح المعدنية والفيتامينات، ونصح بالإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة واللحوم غير الدسمة والسمك والبيض والتقليل من استخدام ملح الطعام والمواد الفاتحة للشهية مثل (الشطة والبهارات)، وتجنب الحلويات الدسمة وتناول كميات كبيرة من الطعام، وأشار إلى أن البلح يعتبر من أكثر المواد أهمية لاحتوائه على الكربوهيدرتات التي تعد مصدراً رئيساً للطاقة، فكل إلى جانب الفركتوز والجلوكوز والسكريات سهلة الامتصاص، والأحماض الأمينية وخلافها من الأغذية المهمة للصائم.